دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوغ راسموسن المجموعة الدولية الى الاتفاق من دون تأخير لتطبيق حل سياسي في سورية، مؤكداً مرة جديدة استبعاد تدخل عسكري للحلف في هذا البلد، فيما أعلنت فرنسا انها تنتظر رد روسيا والصين بشأن المشاركة في اجتماع مجموعة «اصدقاء الشعب السوري» الجمعة في باريس. وقال راسموسن خلال مؤتمر صحافي أمس في بروكسيل ان «الرد الصائب على هذه الازمة (السورية) يبقى رداً سياسياً، ورداً ملموساً من المجموعة الدولية ضد نظام فقد كل انسانية وكل شرعية». وأشاد بالاتفاق الذي تم التوصل اليه في جنيف السبت الماضي معتبراً انه «يتوجب على المجموعة الدولية وقف» النزاع و «القيام بذلك الآن». وتابع ان «هذا النزاع تواصل لفترة طويلة وكلف الكثير من الارواح البشرية ووضع استقرار كل المنطقة بخطر». وكما فعل منذ بدء الأزمة في 2011، كرر راسموسن القول الاثنين ان «حلف شمال الأطلسي ليس لديه اي نية للتدخل في سورية». ورحب بالرد «الموزون» لتركيا، عضو حلف شمال الاطلسي، على اسقاط احدى طائراتها الحربية من قبل المضادات الجوية السورية في 22 حزيران (يونيو). ورداً على سؤال عن احتمال طلب نشر طائرات «اواكس» التي يملكها حلف شمال الاطلسي في المنطقة قال راسموسن ان «الحلف لم يتلق اي طلب لنشر وسائل عسكرية». وأعلن ايضاً ان «حلف الاطلسي، كمؤسسة، لا يجري حواراً مع مجموعات المعارضة السورية». الى ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو الاثنين ان روسيا والصين، الحليفتين للرئيس السوري بشار الاسد، لم تردا بعد على الدعوة للمشاركة في اجتماع مجموعة «اصدقاء الشعب السوري» الذي يعقد الجمعة في باريس. وقال فاليرو رداً على سؤال في مؤتمر صحافي «ان الصين وروسيا مدعوتان كسائر الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الى هذا الاجتماع. والى اليوم لم نتلق اي توضيح بشأن مشاركتهما». و «مجموعة اصدقاء سورية» التي تضم اكثر من مئة دولة عربية وغربية ومنظمات دولية اضافة الى ممثلين عن المعارضة السورية، اجتمعت في العاصمة التونسية في شباط (فبراير) وفي اسطنبول في نيسان (ابريل). وقاطعت موسكو وبكين كلا الاجتماعين. ويأتي الاجتماع الثالث ل «مجموعة اصدقاء سورية» في باريس بعد بضعة ايام من اجتماع «مجموعة الاتصال حول سورية» في جنيف، حيث اتفقت هذه المجموعة التي تضم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن (أميركا وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا) وتركيا ودول تمثل الجامعة العربية (العراق الكويت وقطر) السبت على مبادئ انتقال سياسي في سورية يشمل تشكيل حكومة تضم اعضاء من السلطة الحالية والمعارضة، لكن من دون اشارة واضحة الى رحيل الرئيس السوري. وفي حين اعتبرت واشنطن وباريس ان هذا الاتفاق يعني ان على الرئيس الاسد ان يرحل، اكدت موسكو وبكين انه يعود الى السوريين ان يقرروا مصيرهم. وكان «المجلس الوطني السوري» المعارض حذر من ان اي مبادرة لن تقبل من دون دعوة واضحة الى رحيل بشار الاسد. وبدأت ابرز مجموعات المعارضة السورية في المنفى محادثات في القاهرة الاثنين في محاولة لرص صفوفها. وقال فاليرو ان اجتماع اصدقاء الشعب السوري «سيكون هدفه خصوصاً تشجيع» المعارضة في اطار هذه الجهود و «تشديد الضغط على النظام السوري كي يطبق خطة جنيف». وكرر المتحدث الفرنسي التأكيد «اننا نشاطر المعارضين السوريين رأيهم بأن بشار الاسد ليس له اي مكان في عملية كهذه وعليه الرحيل».