بعد رحلة امتدت سبعة أعوام، حطّ «ديسكفري» أخيراً، في محطته الثالثة، التي يتوقع أن تكون «الأخيرة»، بحسب أمانة المنطقة الشرقية، التي نصبته عند تقاطع طريقي الأمير سلمان بن عبد العزيز، والأمير تركي بن عبد العزيز، في كورنيش الخبر. وقطع مجسم الصاروخ «ديسكفري» رحلة «طويلة» خلال السنوات الماضية، بدأها في تقاطع طريقي الملك عبد العزيز مع الأمير فيصل بن فهد (البيبسي سابقاً)، ثم غاب عن الأنظار، ليظهر مجدداً، بعد أن قامت بلدية الخبر بوضعه في إحدى حدائق الأحياء الداخلية، ليُقلع بعدها إلى مكان أكثر حضوراً وتألقاً في كورنيش الخبر، وعند مدخل برج المعلم. وعلى رغم الأعوام التي قضاها بعيداً عن عدسات الكاميرات، باستثناء بعض الأجانب الذين زاروا الخبر سابقاً، ووثقوه بالصور، بعد أن توسّط نافورة مياه صُمّمت بطريقة فنية، ليصبح «ديسكفري» محط وميض فلاشات الكاميرات ليل نهار، وبأعلى المستويات، فهو يقع بالقرب من أحد أهم الإشارات الضوئية التي تعمل بنظام «ساهر»، فضلاً عن فلاشات كاميرات زوار كورنيش الخبر. وعمدت بلدية الخبر إلى وضع معلم «ديسكفري» في هذه المنطقة، كونها إحدى الواجهات الحديثة لكورنيش المحافظة، فهو يقع عند مدخل برج «المعلم» في كورنيش الخبر الشمالي، الذي يشهد أعمال تطوير بلدية تمتد من البحيرة الهلالية المقابلة لفندق المريديان، وحتى الساحل الرملي في الكورنيش، بطول أربعة كيلومترات. وأوضح المتحدث باسم أمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان، في تصريح إلى «الحياة»، أن المشروع عبارة عن «تطوير وتوسعة الكورنيش، بأعماق تتفاوت بين مئة إلى 120 متراً، تشمل المسطحات الخضراء، وإنشاء ممرات عريضة بجانب الساحل، بعرض يبلغ نحو 10 أمتار، وأخرى موازية لمواقف السيارات، بعرض يفوق ثمانية أمتار، مع مراعاة إيجاد مناطق للجلوس، وملاعب كرة، وألعاب خفيفة، ومسجد، ودورات مياه. كما سيتم إنشاء ميدان كبير على طريق الكورنيش مع تقاطعه مع طريق الأمير سلمان بن عبد العزيز، ومدخل برج «المعلم» للإسهام في انسيابية الحركة إلى التقاطع». واعتبر الصفيان، المشروع «إضافة إلى كورنيش الخبر، الذي يضم منتزه الأمير فيصل بن فهد، وتقدّر مساحته بنحو 500 ألف متر مربع، باتجاه الشاطئ الرابط بين كورنيشي الخبر الشمالي والجنوبي»، وتعدّ الواجهة «نقطة جذب، تمتاز بموقعها في قلب الخبر، إضافة إلى الخدمات المتوافرة حول الموقع». وتداول عدد من أهالي الخبر، النكات من خلال رسائل الموبايل، التي استبشروا فيها بعودة «ديسكفري»، من رحلته إلى الواجهة، بعد غياب امتدّ لأعوام. فيما اعتبر آخرون أن مسمى «إشارة ديسكفري» مرتبط بتقاطعي طريقي الملك عبد العزيز والأمير فيصل بن فهد، إلا أن إعادته في موقع جديد سيسهم في إعادته إلى الأضواء مرة أخرى، على رغم وجود نحو 26 مجسماً جمالياً موزعة في واجهة الخبر البحرية، إضافة إلى قربه من مركز «الأمير سلطان بن عبد العزيز للعلوم والتقنية» (سايتك)، الذي يعزز من تواجده في تلك المنطقة. وجاءت فكرة إنشاء مجسم «ديسكفري» بعد الرحلة التي قام بها الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، أول رائد فضاء عربي، في عام 1985، كرمز للإنجازات العلمية الفضائية للسعودية التي دونتها صفحات التاريخ، وتحوّل المجسم إلى واحد من أبرز معالم حاضرة الدمام، إلا أن أعمال التطوير والبناء التي جرت في مدينة الخبر، عرّضت هذا المعلم إلى «العبث»، ولكنه عاد مجدداً.