بدا الشاب كارلوس فرناندز، المدير التنفيذي لشركة «ريكورد تي في» recordTV، واعياً تماماً الأبعاد الهائلة التي يتضمنها عمله، خصوصاً التحدي الضخم الذي يفرضه على الملكية الفكرية. وعرّف شركته بأنها «الوحيدة التي تعمل في تسجيل البثّ التلفزيوني، بصورة شرعية»، منبّهاً إلى أن موقعها الشبكي مُغلق على الإنترنت بالنسبة إلى من يدخله من خارج سنغافورة. ويعمل الموقع على عنوان recordtv.com. ولخّص فرناندز عمل شركته بجملة قصيرة تشبه شعاراً: «كل ما يراه الناس على شاشاتهم يجب أن يصبح ملكهم». وشاركت «ريكورد تي في» في معرض «إيمباكس» Imbx، الذي يعتبر أضخم حدث في المعلوماتية والاتصالات في آسيا، عبر واجهة عرض في الردهة الضخمة التي أدارتها «سلطة تطوير المعلوماتية والاتصالات» («إنفوكوم دفلوبمانت أوثوريتي» INFOCOMM DEVELOPMENT AUTHORITY - اختصاراً «آي دي إيه» iDA) في سنغافورة. وأعاد فرناندز إلى الأذهان ما لاقته شركة «سوني» اليابانية عندما أطلقت جهاز تسجيل أشرطة الفيديو «في سي آر» VCR (من يذكره من الأجيال الشابة؟) في الولاياتالمتحدة، في سبعينات القرن الماضي. وحينها، أدخلت «سوني» جهازها المسمى «بيتاماكس» في أميركا، وهو يقدر على تسجيل البثّ التلفزيوني بصورة مباشرة. وفي منطق متسم بالبساطة، زعمت شركتا «ديزني» و «يونيفرسال» أن «سوني» صنعت أدوات تُمكن الجمهور من التعدي على حقوق المُلكية الفكريّة... وتالياً، طلبت الشركتان أن تمنع «سوني» من بيع جهاز «بيتاماكس» في أميركا، بل لجأتا إلى القضاء لحسم هذا الأمر. ودعمت «رابطة منتجي الأفلام في أميركا» الشركتين في دعواهما القضائية، بل أطلق جاك فالنتي، وهو رئيس الرابطة، اسم «دود الأشرطة» على جهاز ال «في سي آر»، لأنها «تأكل أغلى ما يملكه أصحاب حقوق المُلكية الفكريّة: حقوق النسخ». وآلت تلك الدعوة إلى سقوط مدوٍّ في المحكمة العليا الأميركية. ويأمل فرناندز بأن تصل «ريكورد تي في» إلى مصير مماثل لجهاز «بيتامكس» فتهزم المفهوم الضيّق للملكية الفكرية الذي تروّج له الشركات العملاقة في المعلوماتية والإنترنت. هل يصحّ رهان فرناندز؟