رفعت الثورة المصرية شعار «المنصب لا يورث»، لكنها نسيت كما يبدو أن تثنّي على ذلك قائلة إن الفن أيضاً لا يُورَّث؟! فالظاهرة غريبة تلك التي تشهدها مسلسلات رمضان 2012 لهذا العام حيث يرصد المتتبعون مثلاً، إن مسلسل «فرقة ناجي عطا الله» من بطولة عادل إمام هو من إخراج رامي إمام الابن الأكبر للفنان عادل إمام. كما يشترك في بطولة العمل أيضاً محمد إمام الابن الأصغر للفنان عادل إمام. ومسلسل «الخواجة عبدالقادر» بطولة الفنان يحيى الفخراني هو من إخراج ابنه شادي الفخراني، أما مسلسل «عرفة البحر» فمن بطولة الفنان نور الشريف، لتشترك معه كالعادة ابنته مي نور الشريف. كما ستشارك الابنة الكبرى لفيفي عبده «عزة» في بطولة الجزء الثاني من مسلسل «كيد النسا» وأيضاً سيشارك الفنان الشاب كريم محمود عبدالعزيز في مسلسل «باب الخلق» الذي يقوم ببطولته والده الفنان محمود عبدالعزيز، فهل يحدث هذا كله بالصدفة؟ أم انه نتيجة تقديم فنانين بحجم عادل إمام ونور الشريف ويحيى الفخراني بذلك نوع من المساعدة لأبنائهم؟ في البداية تقول مي نور الشريف: «تم ترشيحي لمسلسل»عرفة البحر» مثلما يحدث في أي عمل آخر بعيداً من والدي؛ فليس في الأمر صلة قرابة إنما مصلحة العمل أولاً، وأنا أقدم في المسلسل دور فتاة اسكندرانية هي ابنة عرفة البحر، تعلِّم أبناء قرية الصيد وتوسيع مداركهم على ما يدور من حولهم، وتمر الفتاة بأحداث خلال المسلسل». ويوضح الفنان كريم محمود عبدالعزيز قائلاً: «على رغم أن هذا هو ثاني عمل يجمعني بوالدي الفنان محمود عبدالعزيز إلا أنني فخور باشتراكي مع والدي في عمل وعملين وثلاثة، ولا أجد حرجاً في ذلك، أما بصدد ما إذا كان الفن يورث. فأؤكد أن الفن لا يورث والموهبة وحدها هي التي تفرض الفنان على العمل، الفن ليس به واسطة فلو لم أكن موهوباً كان ظهر هذا على الشاشة فوراً وظهر هذا للمشاهد ولم يطلبني أحد. كنت سأقتصر فقط على مسلسلات والدي». وأضاف: «مسلسل «باب الخلق» ليس حكراً لوالدي يأتي فيه بمن يشاء من فنانين، ويرفض من يشاء. والدي بطل العمل ولم يفرضني على أحد إطلاقاً». ويقول الفنان الشاب محمد إمام: «على رغم الظروف الصعبة التي مرَّ بها والدي أثناء تصوير العمل إلا أنني سأعلن على الملأ أنني سعيد لأن أشترك في عمل من بطولة والدي. ووالدي يضيف لي كفنان. وهو يضيف لأي فنان آخر حتى ولو كان كومبارس. عادل إمام يقف إلى جانب الموهوبين سواء كانوا أبناءه أم لا، وعادل إمام يبرز من معه من فنانين مهما كان حجمهم. وما لا يعرفه الكثيرون أن أبي يتعامل معنا أثناء التصوير بشيء من الجدية في التعامل، بمعنى أنه ينادي على أخي رامي في العمل بالأستاذ رامي، كذلك أنا. لم يعاملنا على أننا أبناءه، فالعمل شيء والبيت شيء آخر. وأبي لم يفرض وجودي على أحد. وسبق وقدمت أفلاماً من دون والدي ومع والدي ولكني أكبر في وجود والدي معي».