عكست خطب الجمعة التي ألقاها رؤساء الطوائف الدينية الاسلامية في لبنان امس، حال القلق التي يعيشها اللبنانيون، وأجمعت على الدعوات الى الوحدة والتهدئة. وأبدى مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني قلقه الشديد من الوضع الحالي، وقال في تصريح أمس، ان «التهدئة مطلوبة والتعقل الوطني واجب وهو لمصلحة الشعب اللبناني وجميع الأطراف»، مشيراً الى أن «الإمعان في تصعيد الخطاب السياسي مؤذ للناس جميعاً، علينا أن نسارع جميعاً لتجنيب لبنان وشعبه كل المخاطر». وحذر من «مخاطر التصعيد السلبي»، ورأى أن «الحوار والتفاهم المسؤول هو المدخل الوحيد للتوصل إلى التفاهم الوطني المنشود». واعتبر قباني في تصريحه أن «وحدة اللبنانيين ستكون في خطر إذا لم يعمل اللبنانيون جميعاً على تحصينها عملاً لا قولاً على توحيد الرؤية الوطنية أو مقاربتها والتي تحفظ وتصون حرية لبنان ووحدته وسيادته واستقلاله». ونبّه إلى «خشية الوقوع في فخ الفتنة الطائفية والمذهبية التي تدمر الوطن وتعود بالخسران على شعبه، وتضع لبنان على حافة الهاوية والانحدار والانهيار، والرابح فيها سيكون إسرائيل وأهدافها العدوانية والتوسعية»، مؤكداً أنه «آن الأوان لأن يتخلص اللبنانيون من الأنا كي لا يكونوا كمن يخربون بيوتهم بأيديهم». ورأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان في خطبة الجمعة ان «الشعب اللبناني يعيش القلق والخوف، وعلينا كلبنانيين ان نكون جنوداً مجندة لحماية لبنان نتصدى للفتنة لأنها كالنار في الهشيم تأكل الأخضر واليابس»، مطالباً اللبنانيين بأن «يحافظوا على وطنهم ويبتعدوا من القال والقيل ويمتنعوا عن الفتنة ولا يتآمروا على وطنهم، ونقول لكل الرؤساء والأحزاب والقوى اننا سنتصدى للفتن بأجسامنا العارية، ونبتعد من كل ما يضر بالوطن لأننا نريد وطننا آمناً ومستقراً وسالماً»، كما دعا رجال الدين «مسلمين ومسيحيين الى ان يلتزموا الخطاب المعتدل المتوازي ويتصدوا للفتن التي تحرق الوطن»، مطالباً «الجميع بالعقلانية لأننا قادمون على مستقبل خطير، وعلينا ان نطفئ نار الحقد والحسد والضغينة، فالحرب تضر بالجميع». وقال: «لبنان لا يحفظ بالسلاح، وعليكم ان تسمعوا صوت الحق». وتحدث السيد علي فضل الله في خطبة الجمعة عن «لبنان، الذي تقرع فيه أبواق الفتنة في كل اتجاه، ويتبادل الآخرون رسائلهم السياسية وملفاتهم الأساسية من خلال هذا السجال المفتوح على كل التطورات من خلال الساحة اللبنانية». ورأى أنه «لا يزال أمام الجميع فرصة لمنع البلد من الانزلاق والسقوط في دائرة الفتنة، ولا سبيل لاغتنام هذه الفرصة إلا بالحوار المباشر بين الشخصيات والجهات الأساسية المسؤولة عن كل هذا الدخان السياسي الذي تتطاير شراراته في كل اتجاه». وحذر من «التلاعب بقوة هذا البلد وإسقاط المقاومة تحت أي عنوان من العناوين، وأي ظرف من الظروف»، وقال: «في الوقت الذي ندعو إلى كشف حقيقة كل الجرائم الكبرى التي حصلت في هذا البلد، ندعو إلى وعي لعبة الأمم، لأن هذا العالم الذي يبيع ويشتري، لا همّ له سوى مصالحه، فحذار من إفقاد لبنان قوّته من خلال إسقاط مقاومته ووحدة شعبه».