تقود قطاعات حكومية وأهلية في مكةالمكرمة حراكاً واسعاً لإيجاد آلية تحد من تداعيات انتشار فيروس أنفلونزا الخنازير، بغية الخروج بأقل الخسائر في موسمي العمرة والحج، وعدم مطاولة انعكاساته السلبية للاستثمارات السعودية في المدينتين المقدستين، فيما أرجع عضو اللجنة الوطنية للسياحة والفنادق خليل بهادر إحجام بعض الدول الإسلامية عن إرسال مواطنيها لأداء العمرة والحج لهذا العام، إلى رغبة تلك الدول في تخفيف تسرب السيولة النقدية لديها. وكشف نائب رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة سعد بن جميل القرشي ل«الحياة» عن تضاؤل أعداد المعتمرين القادمين من خارج السعودية في موسم العمرة هذا العام، مشيراً إلى اتجاه المستثمرين في مجال الحج والعمرة إلى تعويض الخسائر الناجمة عن شح أعداد المعتمرين من خارج السعودية عبر إطلاق سلسلة من العروض المخفضة للسعوديين والمقيمين داخل السعودية، وزاد: «نجحت شركات الحج والعمرة في تعويض خسائرها بعد أن حققت الحملات المخفضة زيادة في أعداد المعتمرين من داخل السعودية بنسبة 25 في المئة، ونتوقع أن يتراوح عدد المعتمرين في نهاية موسم العمرة في شهر رمضان المقبل 3.7 مليون إلى أربعة ملايين معتمر يغذون الاقتصاد السعودي بقرابة أربعة بلايين ريال». وعلى خط مواز، حمّل عضو اللجنة الوطنية للسياحة والفنادق خليل بهادر وسائل الإعلام وزر تداعيات تأثر موسمي الحج والعمرة بعد انتشار فيروس أنفلونزا الخنازير، وقال ل«الحياة»: «أخذ الموضوع أكبر من حجمه، لا سيما أن وزارة الصحة في السعودية أعلنت استعدادها لاستقبال أفواج المسلمين، وعدم تأثر السعودية بأنفلونزا الخنازير التي تقل خطورتها كثيراً عن الأنفلونزا الموسمية بدليل عدم تسجيل أية وفيات خلال الفترة الماضية». وعلل بهادر إحجام بعض الدول الإسلامية عن إرسال مواطنيها لأداء الشعائر الدينية في السعودية إلى رغبة تلك الدول في استغلال «ثورة» فيروس أنفلونزا الخنازير لدعم اقتصاداتها الوطنية، للتخفيف من خروج العملات النقدية من بلدانها، لافتاً إلى أن الانعكاسات السلبية لهذا الإجراء طاولت قطاع الفندقة والسياحة في مكةالمكرمة الذي تأثر بنسبة تتراوح بين 30 إلى40 في المئة.