أوضح أستاذ الغابات والتشجير بقسم الإنتاج النباتي رئيس مجلس إدارة الجمعية الزراعية بالمملكة الدكتور إبراهيم محمد عارف ل «الحياة» أن تحويل الغابات إلى متنزهات يعتبر أكبر جريمة ترتكبها الجهات المسؤولة لأن غاباتنا غابات وقائية وليست غابات يمكن استثمارها، مطالباً الأمانات في المملكة بأن توقف تحويل الأودية والغابات إلى متنزهات، إذ إنه ليس من حقنا أن ندمر بيئتنا. وأشار الدكتور عارف إلى أن الغابات والغطاء النباتي لدينا في السعودية تتدهور منذ 30 عاماً، إذ تم الاعتداء عليها وتم تدميرها وتم قطعها وتم تغيير مسارات الموارد المائية للغابات والأودية والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة التي هي المسؤولة الأولى عن حماية البيئة السعودية ولم تقم بدورها. وأضاف لا يمكن إقامة طريق إلا بعد أن يتم عمل تقويم يرفع لرئاسة الأرصاد وحماية البيئة على أن هذا طريق عليه أضرار أو ليس عليه أضرار وأي طريق يفتح أو منشأة تفتح من دون أن يكون هناك تقويم بيئي تتحمل مسؤوليتها حماية الأرصاد والبيئة ويتحمل مسؤوليتها من يقوم بهذا الطريق سواء الأمانة أم وزارة النقل، ولابد أن يطبق النظام العام للبيئة والذي ينص على التالي «لا يمكن عمل طريق أو عمل منشأة إلا بعد أن يكون هناك تقويم بيئي لهذه المنشأة سواء طرقاً أم مصانع أم أي شيء آخر ثم يرفع هذا التقرير ويكون هناك إيجابية للطريق أو سلبية تعرض في كلا الحالتين على المختصين». وأكد أن فتح الطرق في الغابات وفي قمم الجبال يضر أو لا في التنوع النباتي والحيوي في المنطقة لأن قطع شجرة يعادل المئات من الكائنات الحية المتعلقة على هذه الشجرة، ثانياً يسمح للأمطار أن تجرف بالتربة لأن الطرق في إنشائها بقمم الجبال، والغابات لدينا وصلت إلى أكثر من 80 إلى 70 في المئة وتدهورت بيئياً نتيجة لتدخل الإنسان وفتح الطرق والحرائق والإهمال وهذه كلها نحن تسببنا فيها. ولفت إلى أن في تعريف الغابات بالقانون العام والذي وافق عليه مجلس الوزراء وصدر في عام 1425 ينص على حماية البيئة (الإنسان والحيوان والنبات) ولكن تخلت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة عن الاهتمام بها وهي من مسؤوليتها. وأفاد بأن هذا العام سجل هطول أكبر كمية من الأمطار على منطقة الباحة ومع ذلك أين الاستفادة منها، مشيراً إلى أن طرق الحرائق التي تنشأ عشوائية لأجل الدفاع المدني من ضمن الطرق التي دمرت الغابات، وغابة خيرة كان يوجد فيها ممر مائي اختفى. وذكر أن الباحة كانت تمتلك عام 1920 (19) غابة من أفضل الغابات على مستوى المملكة وذلك في دراسة أجريت بدعم من مدينة الملك عبدالعزيز، والآن تبقى فقط غابة وأجزاء فقط منها والسبب تحويل الغابات بمنطقة الباحة إلى متنزهات، وعدم الاهتمام بها سيكون كارثة على السياحة في منطقة الباحة.