تعرض الزوار الشيعة العائدين من مدينة الكاظمية، بعد إحيائهم مناسبة دينية أمس، لهجمات أسفرت عن مقتل وجرح العشرات منهم، فيما تبنى تنظيم «القاعدة» هجمات الأربعاء، معلناً أنها «انتقام لمصادرة مساجد وأراض سنية». واستهدفت سيارة مفخخة في مدينة الشعلة زواراً أحيوا ذكرى وفاة الإمام موسى الكاظم. وأكدت الشرطة سقوط 18 قتيلاً و36 جريحاً «الحصيلة قابلة للزيادة». واستهدف تفجير آخر ساحة عدن، شمال بغداد وأدى إلى مقتل 25 شخصاً وإصابة 118 آخرين من الزوار. كما تعرض العائدون عن طريق منطقة الدولعي القريبة من الكاظمية الهجوم مماثل أسفر عن 23 قتيلاً وجريحاً. وشهدت العاصمة وسبع محافظات في الوسط والجنوب والشمال الأربعاء الماضي، سلسلة هجمات منسقة بسيارات ملغومة وقنابل وصواريخ هاون استهدفت زوار الإمام الكاظم. وتبنى «تنظيم القاعدة» في العراق الهجمات التي أدت إلى مقتل وإصابة ما لا يقل عن 318 شخصاً. وأعلن أن التفجيرات جاءت رداً على «مصادرة مساجد وأراضي أهل السنة». وأضاف التنظيم في بيان نشر أمس أنه «بتوجيه من وزارة الحرب في دولة العراق الإسلامية رداً لعادية الرافضة وردعاً لهم وكسراً لظهر من ناصرهم من خونة السنّة، انطلقت سلسلة جديدة من العمل العسكري والأمني المنظّم بدأت تباشيره بالغزوة المباركة في دك دائرة الوقف الشّيعي». وأضاف أن «الغزوة الجديدة جاءت في يومِ الأربعاء بصورة متزامنة وتنسيقٍ عال بين الولايات على رغم استنفار الحكومة الصفوية لأجهزتها الأمنية استعداداً لزيارتهم». وأكد التنظيم أن ضربته كانت «قاصمة»، موضحاً أنها أتت «رداً على عمليات مُصادرة المساجد والأراضي والأملاك العائدة للمسلمين أهل السنة في طول البلاد وعرضها، تنفيذاً للمخطّط الشيطاني الرافضي والمشروع الإيرانيّ الصفوي في التمدّد والانتشار وفرض واقعٍ جديد في هذه البلاد». وكان «القاعدة» أعلن أيضاً مسؤوليته عن تفجير ديوان الوقف الشيعي بسيارة مفخخة، بالتزامن مع الخلاف بين ديوان الوقفين السني والشيعي على عائدية مقام الإمامين العسكريين في سامراء. واستنكر الوقف الشيعي أمس بشدة تصريحات رئيس «هيئة علماء المسلمين» حارث الضاري و «مباركته من وصفهم بالمقاومين الأبطال الذين قاموا بسلسلة التفجيرات الإرهابية يوم الأربعاء». واعتبر الوقف الشيعي في بيان أن «هذا التصريح تحريضاً على قتل أبناء الشعب العراقي من قبل الإرهابيين من تنظيمات القاعدة وبقايا أيتام النظام المباد والتكفيريين». ودعا الجهات المعنية إلى اتخاذ «الإجراءات القضائية بحقه باعتباره تصريحه تحريضاً صريحاً على قتل أبناء الشعب العراقي». لكن «هيئة العلماء» دانت بشدة «سلسلة التفجيرات الإجرامية التي حدثت صباح اليوم (أمس) في بغداد وعدد من المحافظات»، واستنكرت ما اسمته «الفرية الجديدة التي روجت وزعم فيها أن الأمين العام للهيئة (الضاري) أشاد بالتفجيرات التي حدثت الأربعاء، ووصف منفذيها بالأبطال».