ساد هدوء مشوب بالترقب والقلق اقليم كردستان العراق قبيل ساعات من انطلاق العملية الانتخابية في الثامنة من صباح اليوم السبت، وتوقفت الحملات والدعاية للمرشحين والأحزاب منذ الخميس في وقت انتشرت قوات الشرطة في المراكز الانتخابية وحولها وسط توقعات بأن تتجاوز نسبة الإقبال على الاقتراع 80 في المئة كما يقول مسؤولون بسبب المعركة الحرجة والتنافس. وبعد شهر كامل من الغزو الورقي للجدران والبنايات المرتفعة والشوارع، وهتافات ابواق السيارات المستمرة حتى ساعات متأخرة من الليل، وأحداث الشغب والطرائف التي حدثت خلال الحملة الدعائية، لم يبق سوى توجه الناخبين لاختيار مرشحيهم. وتوقع القيادي في حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» سعدي بيرة في اتصال مع «الحياة»، أن تتجاوز نسبة المشاركة في الاقتراع 80 في المئة من مجموع الناخبين. وقال إن «الحملة الانتخابية جرت بهدوء ولم تقع حوادث تدعو بالفعل الى القلق، بعدما ادّت قوى الأمن والشرطة دورها الفعلي في الحفاظ على الأمن والاستقرار كما أن 90 في المئة من الكيانات السياسية المشاركة في الانتخابات أدّت دورها ونظمت حملتها بشعور عالٍ بالمسؤولية». وعما اذا كان الهدوء سيستمر حتى بعد اعلان النتائج، أوضح بيرة «من المؤكد أن الكيانات التي قد لا تحصل على الكثير على رغم توقعها أن تحصل عليه ستحتج وتعترض على النتائج،(....) وتم اتخاذ جميع الإجراءات المطلوبة للحد من عمليات التزوير الى مستوى كبير او منعها اصلا هناك مراقبة دولية ومحلية ومن الأممالمتحدة على مستوى واسع، كما أن اساليب المفوضية تضيِّق المجال كثيراً أمام محاولات التزوير، لذلك نستيطع القول إن احتمال وقوع اعمال تزوير هو شبه مستحيل». وتزايد وتيرة التنافس والاستقطاب الانتخابي في مدن الاقليم خصوصاً في مدينة السليمانية يبرر حسب مطلعين زيادة نسب المشاركة. وتتنافس 24 قائمة في انتخابات برلمان كردستان العراق أبرزها «القائمة الكردستانية» المتألفة من الحزبين الرئيسين «الاتحاد الوطني» و «الديموقراطي الكردستاني» وقائمة «التغيير» برئاسة نائب الأمين العام السابق للاتحاد نوشيروان مصطفى بالإضافة الى قائمة «الخدمات والإصلاح» المتألفة من اربعة احزاب كردية هي «الجماعة الاسلامية»، «الاتحاد الاسلامي»، «الحزب الاشتراكي» و «حزب الكادحين المستقل». كما تُجرى في الوقت ذاته انتخابات رئاسة اقليم كردستان العراق والتي ترشح لها خمسة اشخاص يُعد الرئيس الحالي مسعود بارزاني الأوفر حظاً بينهم لانتخابه لدورة ثانية. وينافس بارزاني على الرئاسة كل من زعيم حزب «التقدم» وشقيق عقيلة رئيس الجمهورية، هلو ابراهيم احمد إضافة الى كل من كمال ميراودلي وسفين شيخ محمد وحسين كرمياني. الى ذلك، وُزِّع افراد من الشرطة على المراكز الانتخابية المقررة ليوم السبت قبل أكثر من 48 ساعة من انطلاق عملية الاقتراع فيما تم وضع حواجز كونكريتية كبيرة حول الشوارع والطرق المحيطة بالمركز الانتخابي منعاً لاقتراب أية مركبات او عجلات. ويؤكد المسؤولون الأمنيون في اقليم كردستان أنهم وضعوا خطة أمنية محكمة ليوم الانتخابات، مبينين أن من ينفذ هذه الخطة هم قوات حرس الإقليم «البيشمركة» والشرطة والأمن المحليين. ونفى المسؤولون أن يكون هنالك أي تدخل من جانب القوات الاميركية في حماية الانتخابات، كما أفادت بعض التقارير. وأنتهت عصر الخميس الماضي عملية الاقتراع الخاص التي شارك فيها نحو 120 الف من افراد الشرطة والأمن و «البيشمركة» ونزلاء السجون ومرضى المستشفيات بالإضافة الى كوادر صحية. ونقلت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أن نسبة المشاركة في الاقتراع الخاص تجاوزت 85 في المئة، فيما سجلت شبكات مراقبة بعض الخروقات التي حدثت اثناء الاقتراع كفتح اوراق الانتخاب بعد التصويت مباشرة بحجة التأكد من وجود الختم الرسمي على الورقة ما قد يؤثر في انتهاك سرية الاقتراع , بالإضافة الى توقف احد المراكز الانتخابية عن استقبال الناخبين لمدة ساعتين بحجة الاستراحة، وعدم ورود اسماء عدد من المشمولين بالاقتراع السري.