فتيات يحملن الورود وأخريات السكاكر، يجبن المسرح ويوزعن ما يحملنه على الجمهور. في حين يقوم شاب بحركات شارلي شابلن، ما يعطي انطباعاً للمشاهدين بأنهم أمام أعمال سيرك أكثر من أي شيء آخر، فيما تبقى العيون شاخصة على المساحة الجليدية البيضاء بانتظار ما سيقدمه العرض الذي حمل عنوان «Mamamia on Ice» أو ما يفسر أنه عرض للفيلم الأميركي «ماماميا على الجليد». صوت المغني بقي صادحاً في الأجواء، متماشياً مع الأجواء الاستعراضية من ملابس وغيرها. يعلو صوت معلناً أن «العرض يبدأ بعد 15 دقيقة». تململ الحضور لا يلبث أن يتلاشى، إذ نكتشف أن الإعلان «مزحة» من الاستعراضيين. ويتزحلق أحدهم بخفة متناهية ليتمسك بشرشف أبيض انسدل من سقف القاعة، ويبدأ في استعراض امذهل، دفع بالجمهور إلى التصفيق أكثر من مرة، خصوصاً عندما يترك نفسه يتهاوى إلى الأسفل، في حين يبقى متعلقاً من أحد أطرافه بالشرشف الذي يتقن استخدامه بما يخدم سلامته واستعراضه على حد سواء. عرض مسرحي موسيقي، مَن قدم إليه بهدف رؤية الفيلم ممثلاً على المسرح، خاب ظنه وإن عوض بالاستمتاع بالعروض الراقصة المذهلة، فقربت ما يشاهده اللبنانيون بشكل خاص على شاشات التلفزيون فقط، إذ أنهم يفتقرون بشكل عام إلى هذه الرياضة في لبنان. 28 راقصاً وراقصة من فرقة Champions On Ice العالمية، والتي تجوب العالم مقدمة عروضاً منها Carmen و Love Story وMoulin Rouge قدموا عرضاً رياضياً فنياً في قاعة استحدثت خصيصاً للحدث، وجهزت بما يخدم الرقص على الجليد في إحدى قاعات «بيال» في العاصمة اللبنانية، بيروت. عرض متميز أبهر الحاضرين بفقراته كافة، فأخذهم الراقصون إلى عالم آخر قلما ما عرفوه عن قرب، ولكن لم يستطع أحد من الجمهور ان ينسى أنه في لبنان، وخصوصاً مع الانقطاع المفاجئ للتيار الكهربائي، ما دفع بالجمهور إلى التصفيق والضحك مكرراً عبارة «أهلاً بكم في لبنان». وتخلل العرض رقصاً زوجياً، لا يخلو من الحركات الرياضية الاشبه بالبهلوانية لا سيما بالنسبة لمن يشاهد هذا النوع من الرقص للمرة الأولى مباشرة. وانفرد بعضهم بتقديم وصلات، واحتار الجمهور مرات عدة أين يوجه نظره خصوصاً عندما يدخل الراقصون بحركات حرة، وكأنهم يتبارون من سيستقطب الأنظار أكثر. وأكد منظمو الحفلة أن الراقصين قدموا بعض الحركات لم يكن متفق عليها خلال التدريبات وذلك بسبب تفاعل الجمهور الكثيف معهم. يذكر أن العرض يستمرّ لمدة أسبوع في بيروت، على أن تقوم الفرقة بعدها في جولة على الدول العربية. وانتهى العمل الذي بدأ في أداء منفرد بعرض باستعراض جماعي اشعل المسرح بالتصفيق الحار. وكما قدمت الفرقة استعراضاً مختلفاً بالنسبة للبنانيين، فقد تفاجأت الفرقة بالجمهور «الخارج من الحرب»... ومما لا شك فيه أن «الانقطاع المفاجئ للتيار الكهربائي» سيبقى تجربة مميزة في تاريخ الفرقة العالمية.