عبّرت هيئة حقوق الإنسان عن حزنها لوفاة الأمير نايف بن عبدالعزيز، مؤكدة أن من «يتابع مسيرته سيعرف ما أفناه من حياته في خدمة بلاده وأمته وقيادته منصهراً مع المواطن في بوتقة واحدة من خلال مشاركته لهم باعتبار المواطن هو رجل الأمن الأول، كما كان داعماً لحقوق الإنسان من خلال التأكيدات المستمرة وتوجيهاته على ضرورة أن يُعطى كل ذي حق حقه». وأشارت «الهيئة» إلى أن العالم فقد أحد رجاله الأفذاذ وأهم محاربي الإرهاب، ونجح في محاربة الإرهاب من دون أن تنتهك حقوق الإنسان، وبادر إلى محاربة هذا الفكر المنحرف بالفكر من خلال برامج المناصحة التي قدمتها وزارة الداخلية، موضحة أنه كان يزرع في رجال الأمن قيم حقوق الإنسان باعتبار رجال الأمن والمواطنين يتعاملون بروح الفريق الواحد، مبينة أنه كان الأحرص دوماً على أن يظل هذا الشعب الوفي شعباً مثالياً في تعامله وحياته، يتمتع بأمن وطمأنينة شاملة، فالجميع هنا في المملكة ومن خلال منظور المسؤول الأول رجال أمن، يتعاملون مع بعضهم بلغة الرحمة والتسامح والحرص وهي قيم إنسانية نبيلة. ونوهت الهيئة إلى أن الأمير نايف بن عبدالعزيز أمضى أكثر من 3 عقود واسمه مقترن بموسم الحج الذي جعل منه أنموذجاً عالمياً يحتذى به في حفظ الأمن وتسيير ملايين الحجاج خلال أيام معدودة في راحة وطمأنينة وهدوء، إذ كان يترأس لجنة الحج العليا، ويتابع كل صغيرة وكبيرة في المشاعر المقدسة التي يأتيها الناس من كل فج عميق، فعندما يحضر الأمير نايف كل عام معلناً انتهاء الاستعدادات كافة لاستقبال الحجيج، تشعر النفوس بالراحة والطمأنينة بأن حج هذا العام سيخرج بإذن الله بسلام وأمان. وأشارت هيئة حقوق الإنسان إلى أن الأمير نايف بن عبدالعزيز كان يتحدث باسم المواطن وما يعيشه ويعايشه اليوم، من خلال منظومة مترابطة ومتلاحمة من الخدمات والمنجزات، التي تكفل توفير أقصى درجات العيش الآمن في ظل الشريعة الإسلامية، التي كان دوماً يؤكد أنها هي الحامي الحقيقي لجميع حقوق المواطنين والمقيمين، الذين يستظلون بهذا الأمن الوارف والعدالة النزيهة، أسوة بأبناء الوطن. ولفتت إلى أن الأمير نايف كان يؤكد دوماً للجميع أنه لا توجد أية قضية في هذا البلد سجلت ضد مجهول، وهذه نعمة وميزة تكاد المملكة تتفرد بها، ولأن رسالة رجل الأمن، رسالة مهمة، كان الراحل ينبه وفي أكثر من لقاء، أنه الأكثر حرصاً على الانضباط لدى منسوبي أجهزة الأمن وقطاعات وزارة الداخلية كافة، وهذا بالفعل ما نعرفه ونعايشه، بل إنه كان يقسو حينما نبلغه أن مسؤولاً أمنياً استغل منصبه، وأنه لا يهدأ له بال حتى يستبين الحقيقة، ويتابع مثل تلك الأمور لو وقعت شخصياً وهذه قمة العدل والعدالة، واحترام حقوق الإنسان التي نعتز بها. وذكرت أن الراحل تبنى في مجال حقوق الإنسان دعم وزارة الداخلية لجهود هيئة حقوق الإنسان، في سبيل تحقيق أهدافها، وأداء وظائفها لحماية حقوق الإنسان وتعزيزها، إذ أكد في أكثر من مناسبة على الحقوق المشروعة للإنسان، والتي كفلها الدين الإسلامي الحنيف، ومنها حقوق الإنسان في العيش، موفور الأمن، مصون الدم والعرض والنفس والمال، وأن التعامل مع القضايا الحقوقية يستدعي الحرص على استيفاء الحقوق لأصحابها ورد المظالم، وردع الظالم عن ظلمه، وإعانته على العودة لطريق الحق والخير والصواب، مبينة أن وزارة الداخلية تعمل على التعاون الكامل مع جميع المؤسسات والهيئات المعنية بإقامة الحق، ونشر العدل بين الناس. وفي مجال محاربة الإرهاب الذي هدد العالم وتفكيك قواعده كان للأمير نايف بصماته المميزة ومدرسته الفريدة المميزة، التي أصبحت في ما بعد مدرسة عالمية، إذ أعطى للدراسات والبحوث مساحات تجلت في ما بعد في انتصار الأمن والاستقرار في بيئة عادلة مطمئنة تحمي حقوق الإنسان، والعدل وإحقاق الأمن وتحجيم مخاطر تلك الفئات الضآلة بصور أذهلت العالم بل وتوجها ببرنامج المناصحة بمركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة الذي نجح في إعادة الكثيرين إلى جادة الصواب.