لا تضطر 20 امرأة إلى البحث عن سائقين ليوصلوهن إلى أعمالهن، كما لا يضيعن جزءاً كبيراً من وقتهن وسط زحام الشوارع، إذ أمّن لهن مشروع «جلوورك» GLOWORK، وظائف يقمن بمهامها من منازلهن. وليس هذا الإنجاز الوحيد ل«جلوورك»، إذا نجح المشروع المتخصص في توظيف النساء في إيجاد وظائف لآلاف الباحثات عن عمل، خلال فترة بسيطة من بدء نشاطه. وقال مؤسس المشروع خالد الخضير ل«الحياة»: «نجحنا خلال ستة أشهر في توظيف 2500 امرأة عبر موقعنا الإلكتروني في عدد من الشركات، تتراوح رواتبهن بين 3 آلاف و55 ألف ريال شهرياً، إضافة إلى توفير عمل ل20 امرأة داخل منازلهن». وأضاف أن فكرة المشروع انطلقت بعد ملاحظة صعوبة توظيف النساء، مشيراً إلى أنه اجتمع بمديري الموارد البشرية في بعض الشركات، ثم عملت مجموعة من الشباب السعودي على تصميم موقع إلكتروني للإسهام في توظيف المرأة، وبدأ الموقع استقبال طلبات الراغبات في وظائف، والشركات الراغبة في توظيفهن، والتنسيق بينهم، لافتاً إلى أن عدد المتقدمات بطلبات توظيف عبر الموقع الإلكتروني بلغ 13 ألف سيدة وجرى توظيف 3000 منهن في وظائف مختلفة، منها مديرة مالية، ومديرة مركز الاتصال ومديرة إحدى الشركات. وأشار إلى أن بعض الشركات التي ليس لديها وفر مالي لفتح أقسام نسائية، كانت تريد حلولاً مناسبة، وعندها جرى التفكير في فتح مجال توظيف النساء من المنزل، لكن هذه الفكرة واجهت معوقات منها كيفية مراقبة عمل المرأة، ولذلك تم إنشاء برنامج للمراقبة بشرط تأمين الشركة جهاز حاسب آلي للموظفة وتحميل برنامج ليستطيع المسؤول في الشركة متابعة عملها، مؤكداً أن المشروع نجح في توظيف نساء من منطقة القصيم للعمل في شركة مقرها في الرياض. وتطرق إلى أن «جلوورك» افتتح مكتباً في الرياض تعمل فيه 12 موظفة، ويخدم جميع مناطق المملكة لإتاحة العمل للمرأة السعودية، مشيراً إلى أنه وجد أن النساء أكثر جدية في العمل من الرجال وأقل استئذاناً. وعن الصعوبات التي واجهت المشروع، قال الخضير: «عدم تقبل بعض فئات المجتمع للمشروع في بداية انطلاقه، إذ وصلتنا تهديدات عبر اتصالات هاتفية ورسائل بريد إلكتروني، ولكن وزير العمل دعمنا معنوياً، إذ أكد أن المشروع فكرة مبتكرة»، مشدداً على أن هذا المشروع لن ينجح من دون تعاون شركات القطاع الخاص في توظيف العاطلات عن العمل اللاتي يزيد عددهن على 1.2 مليون امرأة. ولفت الخضير إلى أنه أحد أعضاء اللجنة التي أنشأتها وزارة العمل، لمساعدة النساء في الحصول على وظائف، موضحاً أن اللجنة تترأسها الأميرة عادلة بنت عبدالله، وتضم 40 امرأة من سيدات الأعمال، وتسعة من رجال الأعمال، وتعمل على تذليل المعوقات التي تواجهها النساء في مجال العمل، مثل وسائل نقل الموظفات ومشكلات التحرش في العمل، والعمل من المنزل، وعمل الأسر المنتجة. يذكر أن مشروع «جلوورك» حصل أخيراً على المركز الأول في مسابقة Whats working، التي تنظمها هيئة الأممالمتحدة ومنظمة العمل الدولية، لتشجيع المبادرات الخاصة بإيجاد وظائف.