قتل شاب وسقط عدد كبير من الجرحى عصر أمس في مخيم نهر البارد، للنازحين الفلسطينيين شمال لبنان، حين عاد التوتر إليه أثناء تشييع الشاب أحمد قاسم الذي قتل مساء الجمعة الماضي خلال إشكال على حاجز للجيش. وكان أقارب الشاب قاسم أصرّوا على دفنه في فناء مؤسسة «صامد» في المخيم الأمر الذي رفضه الجيش لأنه يستخدم الأرض الواقعة هناك لتجميع وحداته وآلياته، وترافقت مسيرة التشييع الحاشدة التي عادت فتوجهت الى مكان آخر لدفن الجثمان، مع رشق شبان عناصر الجيش بالحجارة فأطلق هؤلاء النار في الهواء لتفريقهم ثم استخدموا الرصاص المطاط وقنبلة دخانية، لكن الشبان اندفعوا نحو موقع الجيش وحاصروا الجنود فاستخدم هؤلاء الرصاص الحي وأصيب عدد من الشبان بينهم محيي الدين لوباني وأكثر من 10 آخرين حال اثنين منهم حرجة بجروح متفرقة في الصدر والرأس. وينتمي القتيل الى «الجبهة الشعبية – القيادة العامة». وفيما منع الإعلاميون من دخول المخيم الذي أحرق فيه شبان الإطارات احتجاجاً على إطلاق النار، نقل الجرحى بسيارات الإسعاف الى مستشفى «الهلال» في مخيم البداوي، ونزل وجهاء المخيم وقادة الفصائل الفلسطينية الى الشوارع وطلبوا الى الأهالي ضبط النفس والاكتفاء بتقبل التعازي بالشاب قاسم في مسجد القدس بعيداً من مركز الجيش. وتوجه قائد الأمن الوطني الفلسطيني العميد صبحي أبو عرب الى الشمال للمساعدة في ضبط الموقف، واتفق على عقد اجتماع ليلاً مع مسؤول مخابرات الجيش في الشمال العميد عامر الحسن لمعالجة التوتر. وتلقى رئيس الجمهورية ميشال سليمان أمس اتصالاً من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وتشاورا في التوتر الحاصل في مخيم نهر البارد. وطلب عباس العمل على معالجة هذا الوضع الناشئ مبدياً استعداده للمساعدة في مساعي التهدئة ومجدداً تأكيد احترام الفلسطينيين والتزامهم القوانين اللبنانية وحرصهم على الأمن والاستقرار في المخيمات في كل لبنان. وصدر ليلاً عن قيادة الجيش البيان الآتي: «في الوقت الذي كانت الاتصالات بين قيادة الجيش والقيادة الفلسطينية في مخيم نهر البارد، تتجه نحو معالجة ذيول وأسباب الإشكال الذي حصل بتاريخ 15/6/2012 على أحد حواجز الجيش في المخيم، وفيما كانت المساعي، وبتوجيهات مباشرة من العماد قائد الجيش، تثمر تخفيفاً للإجراءات العسكرية في المخيم، أقدم بعض المتضررين والمندسّين على رشق مركز الجيش في موقع صامد في المخيم بالحجارة وبقنابل المولوتوف، ما أدى الى إصابة ثلاثة عسكريين بجروح مختلفة وإحراق آلية عسكرية وجزء من مبنى المركز المذكور، كما حاول بعضهم دخول المركز عنوة، ما دفع بعناصره الى التصدي لهم بأسلحة مكافحة الشغب والقنابل المدخنة والرصاص المطاطي، ثم بإطلاق عيارات نارية بعد إصرارهم على اقتحامه، ونجم عن ذلك سقوط عدد من الإصابات في صفوف المعتدين. إن قيادة الجيش تنبه الأخوة الفلسطينيين الى أن لا يكونوا ضحية الاستغلال السياسي من هنا وهناك، وإلى أن تحريضهم على الجيش ودفعهم الى مواجهته لا يؤديان الى تنفيذ ما اتفق عليه بين هذه القيادة والفصائل الفلسطينية، لا بل من شأنهما أن يلحقا أشد الضرر بأمن المخيم ومصلحة أبنائه جميعاً».