أ ف ب، رويترز - أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما وقف عمليات طرد المهاجرين الشبان المقيمين بطريقة غير شرعية «استناداً إلى معايير محددة»، ما أثار ارتياح الناخبين المتحدرين من أميركا اللاتينية قبل خمسة شهور من الانتخابات الرئاسية. ويلقي أوباما الأسبوع المقبل كلمة أمام رابطة المسؤولين المنتخبين والمعينين المتحدرين من أصول لاتينية في فلوريدا. وفيما يشمل الإجراء قاصرين وصلوا إلى الأراضي الأميركية قبل بلوغهم السادسة عشرة ولم يتجاوزا سن الثلاثين، والذين لا يزالون في سن الدراسة أو حصلوا على البكالوريا، ولا سوابق قضائية لهم، قال أوباما إن «الإجراء منطقي، وليس عفواً أو حصانة، إذ ينطبق على شبان يتعلمون في مدارسنا ويلعبون في أحيائنا، وهم أميركيون بقلبهم وروحهم وبأشكال أخرى كثيرة إلا على الورق». وبعدما قاطعه الصحافي نيل مونرو، في بادرة نادرة، خلال خطابه في حديقة البيت الأبيض، واتهمه باتخاذ قرار يضر بالشبان الأميركيين الذين يبحثون عن وظيفة، ردّ أوباما وقد بدا عليه الاستياء: «لم أرغب في الدخول شجار. كل ما أفعله هو الرد على سؤالك». وسيستطيع الشباب المعنيين بالقرار الحصول على إجازة عمل، لكنهم لن يحصلوا على تأشيرة دخول دائمة أو على الجنسية الأميركية، لأن ذلك يتطلب موافقة الكونغرس. وأوضح مسؤولون أميركيون أن الإجراء لا يمثل حلاً على المدى البعيد للمهاجرين غير الشرعيين، لأنه سيسمح لهم فقط بتأجيل إجراءات الطرد لسنتين، علماً أن حوالى 11,5 مليون مهاجر غير شرعي يقيمون في الولاياتالمتحدة، وتثير مسألة تشريع وضعهم انقسامات سياسية كبيرة. ويتحدر معظم المهاجرين غير الشرعيين من المكسيك وأميركا الوسطى، في وقت يشكل الأميركيون المتحدرون من أميركا اللاتينية الأقلية الأكبر في الولاياتالمتحدة، وصوّت غالبيتهم لمصلحة أوباما في الانتخابات الرئاسية عام 2008، ما دفع المرشح الجمهوري للبيت الأبيض ميت رومني، الذي يسعى أيضاً لاستمالة ناخبي هذه المجموعة، إلى انتقاد المرسوم الرئاسي بحذر، إذ اكتفى بالقول إن «وضع الشبان الذين قدموا إلى الولاياتالمتحدة مع أهلهم مسألة تستحق الدراسة، ويجب إيجاد حل لها على المدى البعيد كي يستطيعوا معرفة مستقبلهم في بلادنا، وأعتقد بأن الإجراء يؤخر الحل البعيد المدى». ارتياح وأبدت مجموعة المتحدرين من أميركا اللاتينية ارتياحها لإعلان الرئيس أوباما، وفي مقدمهم رئيس بلدية لوس أنجليس أنطونيو فيارايغوسا ذو الأصول المكسيكية والذي قال لمحطة «سي أن أن»: «إنني فخور إلى أقصى حد برئيسنا». واعتبر مجمع الأساقفة الكاثوليك أن قرار أوباما «يؤمن حماية القانون وإجازات عمل لمهاجرين في وضع هش، يستحقون البقاء في بلادنا ويضيفون إليها ثروة مواهبهم». وقال جوستينو مورا (22 سنة)، وهو طالب علوم كومبيوتر غير مسجل في جامعة كاليفورنيا لوس: «أشعر بالفرح وسعادة لأنني أعرف أن هذا القرار سيغير حياتي»، مضيفاً: «ستتاح لي فرصة إنشاء نشاطي التجاري الخاص كي أستطيع مساعدة عائلتي مالياً وتوفير وظائف تحتاجها الولاياتالمتحدة». في المقابل، انتقدت المعارضة الجمهورية القرار، وقال النائب ستيف كينغ: «لا شك في أن الأميركيين غاضبون من عزم الرئيس على تخطي سلطة الكونغرس عبر إصدار عفو بمرسوم عن مليون أجنبي في وضع غير شرعي».