يو بي أي- إستنكرت الرئاسة التونسية الدعوات لهدر دم الفنانين والمبدعين من على منابر المساجد، وأكدت أن حرية الرأي والتفكير والإبداع الفني هي حقوق لا رجعة فيها. وقال عدنان منصر الناطق الرسمي بإسم الرئاسة التونسية في بيان إن الرئاسة التونسية "تعبّر عن إدانتها المطلقة للدعوات غير المسؤولة لإهدار دم الفنانين، التي صدرت أحيانا حتى من على منابر الجوامع". وأشار إلى أن الرئيس التونسي الموقت منصف المرزوقي أجرى اتصالات بالوزارات المعنية لطلب "القيام بكل ما يلزم من الإجراءات التأديبية والمتابعة القضائية لكل الأشخاص الذين صدرت عنهم مثل هذه الدعوات أو ستصدر في المستقبل، وذلك أيا كان موقعهم وانتماؤهم السياسي أو العقائدي". وأعاد المرزوقي في بيانه التذكير بأن الرئاسة التونسية تعتبر أن "حرية الرأي والتفكير والإبداع الفني هي حقوق لا رجعة فيها، وأن سوء استعمالها من البعض بغية الاستفزاز الرخيص لمصالح شخصية أو تفويضها لأغراض بث الفتنة لا يجب أن ينسينا أنها من مكتسبات الثورة ومن ضروريات تقدّم شعبنا، وأنه يجب المحافظة عليها ودعمها بالرغم من كل المصاعب والمطبّات". وكان حسين العبيدي إمام جامع "الزيتونة" الشهير وسط تونس العاصمة، دعا في خطبة الجمعة إلى هدر دم الفنانيين والمبدعين، على خلفية تداعيات معرض قصر "العبدلية" لمجموعة من الفنانين التشكيليين الذي قيل إنه تضمن لوحات مسيئة للمقدسات. وقال العبيدي إن كل من شارك في المعرض المذكور يعتبر "كافرا بصريح النص يهدر دمه ويقتل"، ذلك أن أصحاب المعرض "قاموا بالاعتداء على الإسلام ورموزه واستفزوا المسلمين حيث جسدوهم في صورة "غول" جاء ليلتهم تونس"، على حد تعبيره. وسارعت وزارة الشؤون الدينية إلى إدانة هذه التصريحات، وأعلنت عن قرار يقضي بعدم السماح مستقبلا للشيخ حسين العبيدي، رئيس الهيئة العلمية لجامع الزيتونة، بإمامة الناس في الجامع المذكور وغيره من الجوامع. ووصف علي اللافي المستشار السياسي والإعلامي لوزير الشؤون الدينية تلك التصريحات بأنها "مرفوضة" و"غير مسؤولة"، وقال إن الدعوة إلى قتل الفنانين التشكيليين الذين اتهموا بالإساءة في لوحاتهم إلى المقدسات، دعوة "خطيرة"، وعليه أن يتحمل تبعاتها أمام القضاء. يشار إلى أن غالبية المدن التونسية شهدت موجة من العنف والمواجهات العنيفة أسفرت عن سقوط قتيل برصاص قوات الأمن، إلى جانب إحراق وتدمير وتخريب العديد من المقرات الأمنية والحزبية والنقابية. وإندلعت تلك المواجهات عقب خروج العشرات من العناصر المتشددة إلى الشوارع للإحتجاج على اللوحات المسيئة للمقدسات التي قيل إنها عُرضت في معرض قصر "العبدلية" بمدينة المرسى من الضاحية الشمالية لتونس العاصمة، ما دفع السلطات التونسية إلى فرض حظر التجول في عدة محافظات.