طهران - أ ب، رويترز - أ ف ب - تمسك الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد امس، بقراره تعيين قريبه اسفنديار رحيم مشائي نائباً أول للرئيس، ما شكل تحدياً للمرشد علي خامنئي الذي أمر نجاد بإلغاء القرار. ونشرت الرئاسة الإيرانية نص قرارات تعيين مساعدي الرئيس، وبينهم مشائي الذي وصفه نجاد بأنه «إنسان مؤمن وملتزم نهج ولاية الفقيه». جاء ذلك بعد تأكيد رجل الدين المحافظ احمد خاتمي أن الإقالة الفورية لمشائي الذي أثار غضب المتشددين بقوله العام 2008 ان إيران «صديقة للشعب الإسرائيلي»، «ستشكل اختباراً لولاء نجاد للمرشد». في غضون ذلك، اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ان الاضطرابات الحالية في ايران، تجعل النظام عاجزاً عن الرد على دعوة واشنطن الى الحوار حول الملف النووي. وقالت كلينتون لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) ان واشنطن «لم تتلقَ أي رد» من طهران على دعوة الرئيس باراك اوباما الى الحوار، قبل الانتخابات الرئاسية. وأضافت: «مددنا يدنا وأوضحنا اننا سنكون على استعداد للقيام بذلك، الآن أيضاً، رغم ادانتنا المطلقة لما فعلوه في الانتخابات وبعدها، لكنني اعتقد بانهم يفتقدون أي قدرة على اتخاذ ذلك النوع من القرارات الآن». وكان اوباما عرض على القيادة والشعب الإيرانيين في آذار (مارس) الماضي، «بداية جديدة» في العلاقات بين البلدين، مؤكداً التزام إدارته المسار الديبلوماسي مع طهران. لكن كلينتون اعتبرت ان «السجالات الداخلية الدائرة في إيران، تجعل من الصعب عليهم، ان لم يكن ذلك مستحيلاً، مواصلة أي انخراط ديبلوماسي». وحذرت من ان «نافذة الفرص ليست غير محدودة. الساعة النووية تدق، وندرك ان علينا ان نضغط على ايران كي تبدأ نقاشات جدية حول نياتها في شأن الطاقة النووية». على الصعيد الايراني الداخلي، أفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية بأن الرئاسة «نشرت نص القرارات المتعلقة بتعيين مساعدي الرئيس»، وبينهم مشائي الذي عُيّن نائباً أول للرئيس، وبرويز داودي الذي عُيّن مستشاراً أعلى للرئيس، ومجتبى ثمرة هاشمي الذي عُيّن مساعداً أعلى للرئيس، وعلي اكبر صالحي الذي عُيّن مساعداً للرئيس ورئيساً للهيئة الإيرانية للطاقة الذرية». وفي تبرير تعيين مشائي، أوضحت الرئاسة انه «إنسان مؤمن وملتزم بوعي وعمق بنهج الولاية ومبادئ الجمهورية الإسلامية، وخادم مقتدر وصديق للشعب الإيراني العزيز والمؤمن». وتمنت الرئاسة في البيان «النجاح له في مهماته في ظل التوكل على الله، والعمل لتحقيق الأهداف السامية لإيران الإسلامية». في الوقت ذاته، أفادت قناة «العربية» بأن المرجع الديني في مدينة قم أسد الله بيات زنجاني أصدر 3 فتاوى تتعلق بالأزمة في إيران، أولها عدم شرعية حكومة نجاد حتى بعد تنصيبه، وثانيها عدم شرعية اداء نجاد اليمين الدستورية امام مجلس الشورى (البرلمان)، والثالثة تقول بوجوب أن يعزله البرلمان. ونقلت القناة عن العميد قاسم سليماني، وهو قائد معسكرات تعبئة متطوعي «الحرس الثوري» (الباسيج)، قوله ان 7 ملايين عنصر من «الباسيج» عُبئوا لمواجهة خطر «ثورة ناعمة» ينفذها الاصلاحيون. في غضون ذلك، قالت زهرة رهنورد زوجة المرشح الإصلاحي الخاسر في الانتخابات الرئاسية مير حسين موسوي، إن شقيقها شهبور كاظمي (62 عاما) اعتُقل منذ أكثر من شهر، خلال قمع الاحتجاجات التي أعقبت الاقتراع. ونقلت وكالة الأنباء العمالية (إيلنا) عنها قولها إنها والشعب الإيراني لن يصدقوا أي «اعترافات بالإكراه» تُؤخذ من أخيها وهو مهندس اتصالات، مؤكدة ان «ممارسة الضغوط على موسوي وعليّ، سيكون غير ذي جدوى». وأوضحت انها كشفت الأمر لأن ثمة مسؤولين يتحدثون عن اتهامات موجهة ضد شقيقها. وكانت صحيفة «جوان» المحافظة نقلت عن النائب الياس ناديران قوله إن شقيق زوجة أحد زعماء المعارضة «نظم جزءاً من أعمال الشغب». ولم يحدد ناديران هوية الشخص، لكن الصحيفة أوردت انه كاظمي. على صعيد آخر، أعلنت موسكو ان مفاعل بوشهر النووي الذي يقوم خبراء روس ببنائه في ايران، سيبدأ العمل هذا العام، فيما حض وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان البرازيل على استخدام نفوذها لإقناع طهران بوقف برنامجها النووي. وفي واشنطن، حذر النائب الديموقراطي هاورد برمان رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، من انه سيمضي قدماً بقانون يسعى الى وقف صادرات البنزين الى ايران، اذا فشلت جهود الإدارة الأميركية في اقناع طهران بوقف برنامجها النووي. وينص مشروع القانون على معاقبة الشركات التي تبيع البنزين لإيران التي تستورد 40 في المئة من تلك المادة.