حتى وقت قريب ارتبطت أحذية مراهقين بعلاقة وطيدة مع القطط، إذ كان قذف القط بالحذاء أحد أبرز وسائل الترفيه التي يجدها أولئك المتسكعون في الشوارع خصوصاً في أيام الإجازات. ومع أن تلك العادة أخذت تتلاشى بعدما بدأت عائلات كثيرة تربية القطط وحجزت لها أمكنة في صدر بيوتها، إلا أن مقاطع فيديو تنتشر بين فينة وأخرى لتوضح مدى القسوة التي لا تزال تسيطر على بعض أفراد المجتمع، إذ تناقلت مواقع إلكترونية أخيراً مقطعاً يظهر فيه شخص يقطع ذنب قط تسبب في إتلاف مروحة سيارته. ويظهر في بداية المقطع صوت طفل يخبر رجلاً ببدء التسجيل، وعندها يقول الرجل الذي يدير ظهره للكاميرا ويحمل القط من ذنبه: «اللي يكسر مروحة (سيارة) الشاص نكسر ذنبه»، وبعدها يسند الرجل ذنب القط الأسود إلى الحائط ويضربه بفأس. وعلى رغم أن الضربة الأولى أصابت ذنب القط بضرر ولم تقطعه، إلا أن الرجل استمر في الضرب، فيما كان القط يتلوى من الألم، حتى اكتمل انقطاع ذيل، وسقط الهر أرضاً وهرب من المكان. وقوبل المقطع الذي وضع على موقع «يوتيوب» بسخط كبير من المعلقين الذين تراوحت آراؤهم بين تذكير الفاعل بأن الدين الإسلامي يحرّم تعذيب الحيوانات، والدعوة إلى محاسبة هذا الشخص. إلى ذلك، شدد رئيس لجنة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في مجلس الشورى الشيخ عازب آل مسبل على أن الإساءة إلى الحيوانات بغير أذى صدر منها إلى الإنسان ليدفع عن نفسه شرها يعتبر تعدياً، ولا يصح تعذيبها، كون هذا الأمر لا يقبله الدين الإسلامي والعقل والمنطق. وقال آل مسبل ل «الحياة»: «الشريعة كفلت للحيوانات حقوقها والحفاظ عليها، وأية إساءة للحيوانات يلحق فاعلها الإثم لأن جميع تلك الحيوانات تسبح لله سبحانه، ولا تصح أذيتها ما لم يحدث منها ضرر يستوجب الدفاع عن النفس، كالفواسق التي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتلها في الحل والحرم». واستبعد آل مسبل وضع السعودية عقوبات بحق «معنفي الحيوانات» كما يجري في بعض دول العالم، عازياً ذلك إلى صعوبة متابعة الحيوانات ورصد معنفيها، خصوصاً أن الدول المطبقة لتلك العقوبات خصصت منظمات لهذا الأمر، مشيراً إلى أن تطبيق ذلك القانون يخضع إلى التنظيم العام الذي يراه ولي الأمر.