تبحث القنوات المرئية عن حدث صاخب تقدمه للمشاهد المتعطش لمعرفة ما يدور في العالم. ويبحث كل إعلامي بطريقته طبقاً لسياسة القناة ما يروق المشاهد، تطلعاً لأن يُبقي هذا الأخير «الريموت كونترول» جانباً، ولا يغير المحطة بضغطة زر. وطبقاً لرغبة المشاهد. فالإعلاميون يحتاجون في بعض الأحيان الى الاقتراب من دائرة الخطر والمحظور لإرضاء الجمهور. لكن ما يخرج من عتمة دائرة مغلقة إلى ملايين المشاهدين، ليس بالأمر السهل، بل تحفّه الأخطار، فكيف حين يكون وجه المدفع امرأة، تنتقل من حدث إلى آخر، لإيصال صوت المواطن. وعلى واقع الحال، عزفت مقدمة برنامج «كلام نواعم» الإعلامية السعودية سميرة مدني، على «الوتر الحساس»، مشيرة إلى أن الأمر «خطير». واستشهدت في حديثها إلى «الحياة» بآخر مغامرة إعلامية شهدتها، اذ قالت: «حين سمعنا بقصة الأب الذي طعن ولده طعنات عدة، وحين كان الدم لا يزال يتدفق، شاهداً على الجرم المُرتكب في أيامه الثلاثة الأولى، حملنا عدتنا كفريق تصوير لمواكبة الحدث». وعن تفاصيل الحدث، اضافت مدني: «بينما كان الطفل يلفظ أنفاسه الأخيرة وهو مطعون، توجه لطرق باب والدته، وارتمى في أحضانها، وحين علمنا بالخبر توجهنا إلى مدينة رابغ، ومن بعدها إلى ينبع، واستطعنا الوصول إلى موقع الحدث وسط تهديد من أقارب مُرتكب الجُرم، وهناك طلبوا منا عدم تكبير القصة ونشرها في الإعلام، فاتفقنا كطاقم عمل على الفرار من الموقع، حال حدوث ما لا تُحمد عقباه. لكننا استطعنا الخروج بمادة تهم المشاهد». وأشارت مدني إلى استمرارها في التواصل مع والدة الطفل، التي «علمنا منها أخيراً، أن زوجها لا يزال حبيساً داخل أسوار السجن الذي أودع فيه منذ ذهابه للاطمئنان على سلامة ابنه، بعد ثلاثة أيام من طعنه، مُقراً بذنبه، في حين أن الزوجة الأجنبية مازالت تبحث عمّن ينقل كفالتها للسفر، ونصحتها بإرسال برقية إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي لن يتوانى عن مساعدتها». واعتبرت مدني أن «الواجب الوطني والحسّ الإعلامي، يدفعانا إلى الاقتراب من الأخطار من أجل الوصول إلى الحقيقة». وتابعت: «على رغم الشعور النفسي الرائع الذي أحظى به لوجودي ضمن طاقم «ام بي سي»، إلا أن عملنا الإعلامي، لا يخلو من المخاطرة والابتكار لتقديم ما هو جديد». وعن رأيها في برنامج «صباح السعودية» الذي كانت تقدمه برفقة زميلها محمد الرديني سابقاً، قالت: «أدعو لهم بالتوفيق. لكن لا تعليق لديّ على البرنامج الذي أطلع عليه كلما سنحت الفرصة». وأشادت ببرنامج «صباح البحرين»، وقالت: «أهتم بمتابعته متى سنحت لي الفرصة، اذ أجده من أجمل البرامج التي تُقدم على الشاشة، إضافة إلى برامج صباحية أخرى». وأشارت سميرة مدني الى أن ثمة «علاقة عائلية» تجمعها بطاقم «كلام نواعم»، مضيفة: «أجد أنني أعيش وسط عائلة تُقدر ما نقوم به جميعاً، اذ تحرص على أن يتم العمل على أكمل وجه، من دون أن تكون لأحدنا مصلحة تطفو فوق مصلحة الآخر». وعن علاقتها بزميلتها رانيا برغوث، قالت: «حرصت رانيا منذ تسلمي العمل على مباركة خطوتي، وأعتبرها صديقة راقية حظيت بها في المؤسسة. ونصحتني وتابعتني وأشادت بي. وأنا أقدّرها كثيراً على المستوى الإعلامي والشخصي».