حصل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على دفعة تأييد قوية خلال محادثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الزيارة التي أولتها موسكو أهمية خاصة واعتبرتها مقدمة لتحول جدي في تعاون البلدين. ومنذ اللحظة الأولى لوصول السيسي إلى منتجع سوتشي الروسي على البحر الأسود، بدا واضحاً أن موسكو تعمدت منح الزيارة أهمية قصوى، اذ كان في استقباله وزير الخارجية سيرغي لافروف خلافاً للبروتوكول المتبع الذي يقضي باستقبال عمدة المدينة الرؤساء الزائرين. وقام الرئيس المصري والوزير الروسي بجولة في منطقة عسكرية مغلقة ومنشآت رياضية قبل أن يتوجها إلى مقر اللقاء مع الرئيس بوتين الذي بادر ضيفه بالتأكيد على أهمية الزيارة والدعم الروسي «الكامل» لجهود القيادة المصرية في المجالات المختلفة. وبرز الاهتمام الروسي الخاص في البرنامج الموضوع لتنقلات السيسي، إذ زار الرئيسان بارجة عسكرية روسية وتجولا على سطحها قبل ان ينتقلا للتجول في المنتجع ويجتمعا بعد ذلك مع الوفدين المرافقين على مأدبة عشاء. وخلال اللقاء تطرق الجانبان إلى جملة واسعة من القضايا الإقليمية والدولية، على رأسها الوضع في غزة وتطورات الموقف في العراق وسورية وليبيا. وبحثا في سبل توسيع التعاون الثنائي في كل المجالات. وقال بوتين في اختتام اللقاء إن روسيا «تدعم بقوة مصر في حربها على الإرهاب»، ما اعتبر رسالة تأييد قوية من الكرملين في اللقاء الأول بين الرئيسين بعد انتخاب السيسي. وشدد بوتين على اتفاق الجانبين لتوسيع التعاون العسكري التقني، بما في ذلك تزويد مصر معدات حديثة وإجراء مناورات مشتركة. وفي الشأن الاقتصادي - التجاري، أكد الرئيس الروسي انه اتفق مع ضيفه على تقديم تسهيلات واسعة لوصول البضائع المصرية إلى الأسواق الروسية، وقال إنه سيوجه في أسرع وقت أوامر في هذا الشأن إلى المؤسسات الروسية المختصة. وتكمن أهمية الاتفاق في أن موسكو تنظر إلى مصر باعتبارها أحد البلدان الأساسية لتعويض نقص محتمل في المواد الغذائية بسبب قرارات موسكو أخيراً وقف استيراد المنتجات الأوروبية. كما أكد بوتين نية البلدين توسيع حجم التبادل التجاري الحالي (نحو أربعة بلايين دولار) بنسبة الثلث خلال الفترة المقبلة. وأكد السيسي «تطابق وجهات نظر الطرفين» حيال الملفات الإقليمية، خصوصاً الوضع في غزة وضرورة دفع تسوية سياسية في سورية عبر الحوار بين النظام والمعارضة، كما أشار إلى توافق حيال الوضع في العراق وليبيا. وقال إن روسيا وافقت على زيادة صادرات القمح إلى مصر وتحدث عن مشاريع مشتركة كبرى بينها انشاء منطقة صناعية روسية في إطار مشروع توسعة قناة السويس الذي دشنه الأسبوع الماضي. وكان الكرملين استبق المحادثات بتأكيد أهمية الزيارة الأولى للسيسي خارج العالم العربي. وأضاف أن الطرفين يسعيان إلى مواصلة تنسيق جهود البلدين على الساحة الدولية. وأشار إلى أن المحادثات قد تتناول مسائل تعزيز الصلات الإنسانية، وعلى وجه التحديد في ما يتعلق ببرنامج التعاون في مجالات الثقافة والتعليم والعلوم بين روسيا ومصر للفترة بين 2012 و2014، بالإضافة إلى مجال السياحة الذي يحظى بأهمية خاصة، إذ زار مصر نحو مليوني سائح روسي العام الماضي.