قال مسؤولون فلسطينيون في مدينة القدس ان جماعة دينية يهودية متطرفة تطلق على نفسها اسم «أمناء جبل الهيكل» وزعت بيانات في المدينة وعلى مواقع اسرائيلية مختلفة على الانترنت حضت فيها اليهود في كل انحاء اسرائيل على المشاركة في ما سمته «إحياء ذكرى خراب الهيكل» بالصلاة على مدار الساعة في الحرم القدسي الشريف الذي تطلق عليه هذه الجماعة اسم «جبل الهيكل». ووجهت شخصيات دينية في القدس دعوات الى المواطنين للوجود في الحرم القدسي على مدار الساعة وحمايته من المستوطنين. كما وجهت الدعوات على نحو خاص الى فلسطينيي مناطق ال48 الذين يستطيعون الوصول الى المسجد الاقصى بخلاف اهالي الضفة الغربية وقطاع غزة الممنوعين من دخول القدس والوصول الى المسجد. وقال قاضي قضاة فلسطين الشيخ تيسير رجب التميمي ل «الحياة» انه وجه دعوة «الى الفلسطينيين في جميع مواقعهم، خصوصاً أهل القدس وأراضي عام 1948، الى التحرك الفوري للدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، وشد الرحال إليه لحمايته، وإفشال محاولة اقتحامه من اليهود المتطرفين، والتصدي لإجراءات التهويد والتقويض التي يتعرض لها». وأضاف ان هذه المحاولات الرامية لانتهاك حرمة المسجد الاقصى تحظى بدعم من الحكومة الاسرائيلية وأذرعها المختلفة. وحذر من ان «الخطر الحقيقي الذي يهدد المسجد الأقصى المبارك يتمثل في الحفريات المستمرة تحت أساساته وفتح الأنفاق أسفله، وإقامة الكنس اليهودية قربه، وهدم جميع المباني الملاصقة له والمجاورة لحائط البراق من مساجد ومدارس ومساكن». جاء هذا التطور في وقت اعلنت جماعات يهودية متطرفة يمولها المليونير اليهودي المتطرف ايرفينغ موسكوفتش عن مشروع لاقامة مبان استيطانية في موقع فندق «شيبرد» في كرم المفتي في المدينة. وأثارت هذه الخطوة ازمة في العلاقات الاميركية - الاسرائيلية، اذ اعترضت ادارة الرئيس باراك اوباما على مشروع البناء في هذا الجزء من القدس، ليرد عليها رئيس الوزراء الاسرائيلي نتانياهو بإعلان عن «حق اليهود في البناء في اي جزء من القدس». وكانت عائلة فلسطينية باعت الفندق لشركة اجنبية تبين انها مملكولة للمليونير اليهودي موسكوفتش. وقال محافظ القدس عدنان الحسني ل «الحياة» ان ما جرى من استيلاء موسكوفتش على الفندق لاقامة بؤرة استيطانية مكانه، هو تحايل. وكان الفندق المذكور عبارة عن منزل لمفتي فلسطين الحاج امين الحسيني، لكن عائلة استأجرته لاحقاً حولت المنزل الى فندق. وقال الحسيني: «جرى تأجير المنزل في الستينات إلى عائلة من عائلات المدينة التي قامت بتوسعته ليصبح فندقاً، ثم قامت بتأجير حق المنفعة فيه لعائلة اخرى لاستخدامه فندقاً، الا انها قامت ببيعه إلى شركة اجنبية تبين لاحقاً انها تعمل لحساب موسكوفتش الذي يسعى حالياً الى اقامة مستوطنة على انقاضه». ووصف الخطوة الاسرائيلية بالاستيلاء على الفندق بأنها «عبث سياسي». وتابع: «كان للشركة المحلية حق المنفعة في الفندق وليس حق البيع، ومن حق عائلة الحاج امين الحسيني الاعتراض على ذلك». ويرى الحسيني في خطوة الاستيطان في الفندق مشروعاً يهدف الى فصل البلدة القديمة ومحيطها عن الجزء الشمالي من المدينة. وزاد: «واضح ان اسرائيل تخطط للسيطرة على ارض كرم المفتي المملوكة لجمعية الفنادق العربية، ومن ثم مع المجمع الحكومي الذي اقيم بدلاً من مدرسة في الحي نفسه، وصولاً إلى الجانب الآخر من المنطقة الذي يضم 28 وحدة سكنية فلسطينية يجري التخطيط لطرد اصحابها من منازلهم بعد طرد عائلة الكرد».