عاد الإسلاميون وأحزاب المعارضة إلى الشارع في مسيرة مشتركة خرجت امس من الجامع الحسيني في عمان تحت شعار «هدفنا واحد، قوت المواطن خط أحمر»، لكنها لم تغير النظرة «الفولكلورية» الى الخروج الاسبوعي في العاصمة، ان كان لجهة شعاراتها وهتافاتها او أعداد المشاركين الذين لم يتجاوز الألف شخص يتقدمهم قادة الأحزاب. وسيطرت مسحة من الحزن والسخرية على صفحات الاردنيين في «فايسبوك»، رابطين بين خسارة منتخبهم لكرة القدم أمام اليابان بستة أهداف، وبين الاسم الذي أطلقه الحراك الشعبي على هذه الجمعة (هدفنا واحد)، قائلين ان الشعار متفائل، وانه يجب ان يكون «هدفنا ستة». وشهدت المسيرة منذ انطلاقها مواجهة حزبية داخلية دامية بين كوادر حزب الوحدة الشعبية، عندما اعتدى أحد أعضاء الحزب على رفيقه مساعد الامين العام عبد المجيد دنديس وضربه على رأسه بعصا لافتة كان يحملها، فأسال دمه. ولم تعرف اسباب هذا الاعتداء. وجاءت مسيرة امس تحت الشعار ذاته الذي تردد في المحافظات كافة، الا أن المشاركة كانت مقتصرة على المسيّسين واعضاء الاحزاب المعارضة بينما كانت المشاركة الشعبية متواضعة جداً، الامر الذي يعكس حال الفتور التي أصابت التعاطف الشعبي مع الحراك الإصلاحي، ما انسحب على الحضور الامني الذي كان متواضعاً على غير العادة في مثل هذه المناسبات التي بدأت منذ نحو 20 شهراً. وهاجم المشاركون في مسيرة الحسيني سياسة الحكومة الاقتصادية وقراراتها المتتالية برفع الاسعار ورفع الدعم عن السلع الاساسية، وطالبوا باستعادة الاموال المنهوبة في عمليات الخصخصة لشركات الدولة. وأكد مراد العضايلة، الذي تحدث باسم جماعة «الإخوان المسلمين»، ان «جيوبنا تُسرق دون رقيب او حسيب»، مندداً بالاتفاقية التي وقعت مع «بريتش بتروليوم» في شأن الغاز. وكانت اليافطات المرفوعة تهاجم هذه الاتفاقية التي أقرها مجلس الامة، معتبرين مجلس النواب «ساقطاً» والاتفاقية «هدية للاستعمار». واعتبر الامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي أكرم الحمصي، الناطق باسم أحزاب المعارضة، ان «الحكومة لا تملك إرادة الإصلاح ولا تريده»، وان مجلس النواب بات عبئاً على الشعب، مطالباً بحله. اما في المحافظات، فانطلقت مسيرات في الكرك والطفيلة والمفرق وإربد والسلط والشوبك تحت الشعار ذاته: «قوت المواطن خط احمر». لكن مسيرة جرش لم تتمكن من الاستمرار طويلاً، حيث اعتدى «بلطجية» على المعتصمين بالسكاكين والقضبان الحديد والزجاجات المكسورة، موقعين أربع إصابات في صفوفهم. وتضاربت الروايات عن الواقعة، ففي حين قال مشاركون في المسيرة إن «البلطجية»، وعددهم عشرة، هددوا الأسبوع الماضي المعتصمين بالاعتداء عليهم في حال خروجهم في مسيرة تنادي بالإصلاح، قال المهاجمون لموقع «عمون» الاخباري، ان السبب شخصي. وفي إربد انطلقت مسيرتان، واحدة شارك فيها مستقلون وقوميون ويساريون وشهدت دبكة فولكلورية بشعارات سياسية عن بيع ثروات الاردن، ووجهت اتهامات الى عدد من الاشخاص، وترددت فيها هتافات ضد الإسلاميين وموقفهم من الهوية الوطنية وفك الارتباط. في المقابل، نظم الإسلاميون مسيرة أكبر قليلاً من المسيرة الأولى انطلقت من مسجد الجامعة وهاجمت الطراونة بعنف. وفي الكرك جنوباً، شاركت المئات من الفعاليات الشعبية والحزبية والنقابية في الاعتصام الاسبوعي المطالب بالإصلاح والرافض قرارات رفع اسعار السلع والخدمات، معبرين عن رفضهم حكومة فايز الطراونة وقراراتها في خصوص رفع الاسعار على السلع والخدمات المختلفة. وقالوا في بيان تلي في الاعتصام، إن «خطط الحكومة وبرامجها الاخيرة ما هي الا وصفة لتجويع وإفقار الغالبية من الشعب وزيادة حجم مديونية البلاد وارتفاع نسبة الفقر وأعداد العاطلين عن العمل وإفلاس قطاعات صناعية وزراعية عديدة، في الوقت الذي تزداد ثروات التحالف الحاكم وتتكرس السلطة في يد قلة». وفي مادبا، نظّم تجمع أبناء قبيلة بني حميدة للاصلاح مسيرة خرج فيها وجهاء محافظة مادبا ولواء ذيبان احتجاجاً على رفع الأسعار، تحت عنوان: «هدف واحد احتجاجاً على رفع الأسعار».