تنظم دار كريستيز «المزاد المسائي للأعمال الفنية الانطباعية والحديثة»، في 20 من الشهر الجاري في لندن، بمشاركة 71 لوحة تتراوح قيمتها التقديرية الأولية بين 86 مليوناً و126 مليون جنيه استرليني. وتمثل اللوحات المعروضة في المزاد ثلة من أشهر الرسامين الخالدين المنتمين إلى أواخر القرن التاسع وعشر والقرن العشرين. ويتوقع تنفيذيو كريستيز أن يتنافس كبار المقتنين المخضرمين على اقتناء هذه الروائع التي عُهِد إلى دار كريستيز بيعها في المزاد المرتقب بعدما ظلَّت عقوداً عدّة ضمن أشهر المقتنيات الخاصة في العالم. وقال المدير الدولي لدى كريستيز لندن ورئيس المزاد جاي فينتسي: «ما زالت اللوحات الانطباعية والحديثة تستأثر باهتمام أوساط المقتنين، وهذا ما ظهر جلياً من الأرقام القياسية العالمية التي شهدتها مزادات الأعمال الانطباعية والحديثة خلال شباط (فبراير) في لندن، ومثيلاتها خلال الشهر الماضي في نيويورك». وأضاف: «يمثل المزاد المرتقب، فرصة نادرة لكبار المقتنين لضم أعمال فذة، ظلّ بعضها ضمن أشهر المقتنيات الخاصة لعقود عدّة. وهناك لوحات لم تُعرض منذ عشرات السنين. لذا، نتوقع تنافساً واسعاً بين المقتنين على هذه الأعمال النادرة والفذة وذات الجودة المتحفية الأخاذة». ومن أهمّ الأعمال المشاركة في المزاد لوحة «La Corne d'or. Les Minarets» وهي أحد أهم أعمال الرسام الفرنسي بول سينياك (1863- 1935)، أحد أشهر الانطباعيين الجُدد، ولم تشارك هذه اللوحة بمزاد منذ قرابة قرن. واللوحة ثرية بإيقاعها وألوانها وتعود إلى عام 1907 . وهناك لوحة «Femme au chien» رائعة بابلو بيكاسو (1881- 1973) التي تعود إلى عام 1973 ولم يشاهدها الجمهور منذ العام 1973 حين عرضها «معهد شيكاغو للفنون» ضمن معرض «أهم مقتنيات ناثان كامنجز»، رجل الأعمال وأحد أشهر المقتنين في العالم. واستحوذ عليها مالكها الحالي في السنة التالية لتظلّ ضمن مقتنياته الخاصة لنحو أربعين سنة. وتظهر اللوحة الزاهية بالألوان زوجة بيكاسو الثانية، جاكلين روك، مع كلبٍ أفغاني، هو كلب العائلة الأثير، وقد رسم بيكاسو هذه اللوحة خلال فترة تغيّر كبير في حياته. فبعدما هجر منزله بالقرب من مدينة كان الفرنسية استقرّ بفيلا «نوتر دام دي في» في مدينة موجين عام 1961، وهو العام الذي اقترن خلاله بزوجته جاكلين روك. ويرى المتخصِّصون بأعمال بيكاسو أن هذه النقلة في حياته كانت وراء نقلة لافتة في رؤيته الإبداعية وانشغاله بإنجاز مجموعة من الأعمال الثرية بتفاصيل دقيقة. كما ستعرض لوحة Paysage aux troncs bleus التي اكتشفت أخيراً للرسام الفرنسي بول غوغان (1848- 1903) الذي يُعدُّ أحد رواد تيار ما بعد الانطباعية، وهي تعود إلى فترة رحلته التاريخية إلى تاهيتي عام 1892. وستعرض دار كريستيز مقتنيات خاصة فريدة تتألف من 14 منحوتة برونزية للرسام والنحات الفرنسي إدغار ديغا (1834- 1917). وتجسِّد هذه المجموعة المهمة كل الأبعاد الإبداعية التي استكشفها ديغا في منحوتاته.