* «كله ماشي» اخراج: وودي آلن - تمثيل لاري دايفيد وايفان راتشل وود *بهدوء، ومرة في خريف كل عام كما عادته منذ ما يقرب من ثلث قرن، ها هو وودي آلن يطل منذ أسابيع قليلة على جمهوره السينمائي الذي يزداد عرضاً واهتماماً فيلماً بعد فيلم، بعمله الجديد الذي أهم ما يلاحظ فيه أنه يعود الى نيويورك، وتحديداً مانهاتن بعد سنوات حقق خلالها وودي أفلاماً في اسبانيا ولندن. وفي هذا الفيلم الجديد، والذي اعتبره كثر من أفضل ما حقق صاحب «اني هال» و «مانهاتن» منذ زمن بعيد، يعود المخرج أيضاً الى موضوعه الأثير» العلاقات بين الأزواج. ولا سيما هنا: العلاقات المتشابكة والمعقدة والتي تنبني من حول أستاذ في الفيزياء حائز على جائزة نوبل، يقع في غرام صبية تصلح أن تكون ابنته ان لم يكن حفيدته، لكن كيوبيد يخبط سهامه بينهما فيتزوجان ويعيشان حياة تكاد تكون عادية ومقبولة، ولكن حتى اللحظة التي تظهر فيها السيدة ميلودي، أم الزوجة الشابة. وهنا ينقلب كل شيء، ليس طبعاً على طريقة الفكاهات اللبنانية السمجة حول الحموات، بل على طريقة وودي آلن، المريرة المضحكة المبكية والتي تصل الى حدود الثرثرة أحياناً. * «عصر الجليد - 3: زمن الديناصورات» اخراح: كارلوس سالداينا كان من المحتم على النجاح الكبير الذي حققه، مرتين متواليتين، فيلم «عصر الجليد» في جزأيه الأول والثاني، أن يؤدي الى تحقيق جزء ثالث، يتناول هذه المرة الأسلوب التحريكي المبهر الذي تمتع به متفرجو الجزأين الأولين، صغاراً وكباراً، زمن الديناصورات كما يقول عنوانه. ومعروف أن هذه السلسلة من الأفلام، تتنطح بأسلوب مبتكر وربما لا سابق له، الى اعادة كتابة تاريخ ما قبل البشرية، في لغة علمية، ولكن من خلال حكايات مسلية تعطي مجالاً لشتى أنواع المغامرات والأحداث الطريفة وولادة الخير والشر، حتى من قبل ولادة الإنسان، ودائماً من طريق الحيوانات البدائية، أي تلك التي ولدت وعاشت وانقرضت عشرات ألوف السنين قبل ظهور الحيوانات التي تعتبر الأهل الشرعيين لحيوانات اليوم و... بشره أيضاً. وهكذا فيما المتفرج يتأمل تاريخ هذا العالم، يعيش شغفاً بحياة وحكايات شخصيات مثل سيد وسكرات، وسط العائلات وفي ظل الصداقة. * «هاري بوتر والأمير النصف دموي» اخراج: دايفيد ياتس - تمثيل: دانيال رادكليف - ايما واتسون هذا الفيلم الذي يعتبر الحدث السينمائي العالمي الأضخم منذ بدء عروضه قبل أيام، يشكل مغامرة جديدة من مغامرات الساحر الشاب، التي تعتبر حدثاً أدبياً عالمياً منذ ما يقرب من ربع قرن. معروف أن ج. ك. راولنغ، الكاتبة التي حققت عشرات الملايين من مبيعات سلسلة المغامرات هذه، توقفت عن ضخ المكتبات، ومخيلات الصغار - والكبار - بالتالي، عند الكتاب السابع، معلنة أن أي مغريات لن تثنيها عن قرارها. ما جعل أعمالها «قطعاً نادرة». أما من الناحية السينمائية فهذا هو الفيلم الخامس، ما يعني أن هناك فيلمين آخرين في الأفق، اللهم إلا إذا رجعت راولنغ عن قرارها وواصلت الكتابة. مهما يكن من أمر، نحن هنا مرة أخرى أمام العناصر والمكونات نفسها: المغامرة والسحر، وتغلب الضعيف على القوي، وفنون الخدع السينمائية والمواعظ الأخلاقية، والصور المبهرة التي تخاطب بصر المتفرج ومخيلته. وكذلك أمام تلك الدجاجة التي لا تزال تبيض ذهباً، مع سؤال أساسي مستحيل: ترى هل يتوقف هذا كله يوماً؟ * «برونو» اخراج: لاري تشارلز - تمثيل: ساشا بارون كوهين، اليس ايفانز لا يخدعنكم هذا الوجه «الأنثوي» الذي يملأ الصورة المرفقة. إذ لو تفرستم في الصورة ستكتشفون ان صاحبها ذكراً لا أنثى... لكنه ليس من النوع الذي قد يوجد في فيلم ملتبس لبيدرو المودوفار، بل من النوع الذي يمكن للماكياج أن يحول اليه ذكراً شديد الفحولة مثل الممثل الانكليزي ساشا بارون كوهين، صاحب شخصية «بورات» في فيلم شهير سابق. إذاً، هذه المرة، بعد فحولة بورات ها هو ساشا تحت قناع أنوثة برونو. ولكن دائماً من منطلق واحد: منطلق تقديم شخصية متنكرة بشكل أو بآخر، تزور الولاياتالمتحدة، لتكشف، بشكل نصف روائي/ نصف وثائقي، تناقضات هذا البلد وعنصرية سكان كثر فيه، ناهيك بالتمييز الجنسي وما شابه. ومن هنا حتى وان كان هناك كثر أعجبوا بهذا الفيلم الجديد الذي حققه لاري تشارلز، فإن كثراً في الوقت نفسه اشتكوا من كونه لا يحمل جديداً، إلا في الشكل، وأنه - إذا كان قد أراد أن يصور خبث الأميركيين وسذاجتهم، فإنه في الحقيقة أبدى كثيراً من هذا الخبث نفسه كي يصورهم. والنتيجة: نجاح معتدل وأسئلة حادة حول مستقبل هذا النوع من السينما المزعومة فضائحية.