علمت «الحياة» من مصدر فرنسي مطلع أن ثلاثة طلبات قُدّمت إلى موريتانيا حتى الآن لتسلم عبدالله السنوسي المسؤول الأمني الليبي السابق المتهم بجرائم مختلفة بينها تفجير طائرة «يوتا» الفرنسية فوق صحراء النيجر عام 1989. وقال المصدر إن الطلبات تسلمتها نواكشوط من باريس وطرابلس والمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. لكنه قال إن موريتانيا لن تستجيب لهذه الطلبات. وتوقع المصدر أن لا يتم تسليم السنوسي إلى ليبيا كون العلاقات الموريتانية مع الحكم الليبي الجديد ليست جيدة حالياً. وقال رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل قبل أيام إن العلاقات الليبية - الموريتانية مرهونة بتسليم السنوسي إلى طرابلس. وتوقعت مصادر مطلعة أن تلجأ موريتانيا في نهاية المطاف إلى تسليم الليبي إلى المحكمة الجنائية الدولية التي تطلبه بتهمة التورط في جرائم ضد الإنسانية خلال قمع الانتفاضة ضد نظام عديله معمر القذافي. وانتهت الانتفاضة بإطاحة القذافي وقتله في تشرين الأول (أكتوبر) العام الماضي. على صعيد آخر (أ ف ب)، تعرضت البعثة الأميركية في مدينة بنغازي (شرق) مساء الثلثاء لهجوم بعبوة ناسفة من دون أن يؤدي انفجارها إلى وقوع إصابات، وفق ما أفاد الأربعاء مصدر في السفارة الأميركية في طرابلس وآخر في أجهزة الأمن في المدينة. وقال مسؤول في السفارة لوكالة «فرانس برس»: «تعرضت البعثة الأميركية في بنغازي مساء (أول من) أمس لهجوم»، موضحاً أن «عبوة يدوية الصنع انفجرت» من دون وقوع إصابات. وأضاف المصدر طالباً عدم كشف اسمه أن «الولاياتالمتحدة تأسف للهجوم على بعثتها الديبلوماسية في بنغازي»، مضيفاً أن السفارة دعت السلطات الليبية إلى تعزيز الأمن حول مكاتبها في ليبيا. وأكد مصدر في أجهزة الأمن في بنغازي وقوع الهجوم، موضحاً أن مجموعة تطلق على نفسها اسم «كتائب مجموعة الأسير عمر عبدالرحمن» أعلنت مسؤوليتها عنه في منشورات تركتها في الموقع وهددت فيها المصالح الأميركية في ليبيا. وذكرت السفارة الأميركية أنها لا تملك أية معلومات في شأن أي تبنٍّ. ووفق المصدر الأمني فإن «كتائب مجموعة الأسير عمر عبدالرحمن» التي أخذت اسم الشيخ المصري الذي حكم عليه بالسجن مدى الحياة في الولاياتالمتحدة، تبنت هجوماً بالقنابل في 22 أيار (مايو) استهدف مقار اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بنغازي. وأفاد المجلس الوطني الانتقالي الحاكم في ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي بأن السلطات تحاول الحصول على مزيد من المعلومات حول الهجوم. وقال المتحدث باسم المجلس محمد الحريزي «إننا ندين هذه الأعمال». وأتى هذا الهجوم غداة إعلان واشنطن عن مقتل الرجل الثاني في «القاعدة» أبو يحيى الليبي في هجوم طائرة أميركية من دون طيار في باكستان. والليبي الذي يعتبر من أهم منظري «القاعدة» ظهر في السنوات الأخيرة مرات عدة في رسائل فيديو تابعة للتنظيم المتشدد. أما الشيخ عمر عبدالرحمن فحكم عليه القضاء الأميركي عام 1995 بالسجن مدى الحياة بتهمة التآمر لمهاجمة مواقع في نيويورك.