ا ف ب، رويترز - بدأت ليبيا أمس محاسبة رموز نظام معمر القذافي ومسؤوليه بمحاكمة الرئيس السابق للاستخبارات الخارجية أبوزيد دوردة في محكمة مدنية في طرابلس وسط إجراءات أمنية مشددة. واعتقل دوردة (68 عاما) في طرابلس في أيلول (سبتمبر) الماضي، وهو متهم «بإعطاء الأمر لقوى أجهزة الأمن الخارجية بقتل المتظاهرين وإطلاق النار عليهم بالرصاص الحي». ودفع دوردة ببراءته من التهم الست الموجهة إليه التي تلاها القاضي في الجلسة المفتوحة أمام الصحافة. وقال: «أنفي التهم التي تتعارض مع كل ما قمت به في فترة الاحداث»، في إشارة إلى الثورة التي اندلعت في منتصف شباط (فبراير) 2011 وأسقطت نظام القذافي الذي قتله الثوار في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي. واتهم دوردة أيضاً بتشكيل قوة مسلحة من قبيلته «للتسبب بانطلاق حرب أهلية وتنفيذ هجمات على غرب ليبيا» وب «استغلال للسلطة» عبر سجن متظاهرين وقتلهم. ووصل المسؤول السابق إلى غرفة المحكمة في زي المساجين الأزرق مستنداً إلى عكازين. وأشارت مصادر مقربة من الملف إلى أنه يعاني من كسر في الفخذ بعد أن قفز من نافذة محاولاً الفرار. وفي نهاية الجلسة التي استغرقت نحو 30 دقيقة، قرر القاضي إرجاء المحاكمة إلى 26 حزيران (يونيو) الجاري بطلب من المحامي ضو المنصوري الذي يتولى الدفاع عن دوردة، بهدف درس ملف موكله وإعداد دفاعه. ودوردة رئيس وزراء سابق في نظام القذافي وحل محل موسى كوسا على رأس الاستخبارات الخارجية العام 2009، كما شغل منصب ممثل ليبيا لدى الأممالمتحدة طوال عشرة أاعوام. وتسعى طرابلس عبر بدء محاكمة رموز النظام السابق إلى الإثبات أمام المجتمع الدولي أنها قادرة على إجراء محاكمات عادلة. كما تسعى إلى إقناع المحكمة الجنائية الدولية بقدرتها على محاكمة نجل القذافي سيف الإسلام الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف دولية بتهمة «ارتكاب جرائم ضد الإنسانية». إلى ذلك، قضت محكمة عسكرية في ليبيا مساء أول من أمس بسجن مجموعة من الرجال من جمهوريات سوفياتية سابقة لفترات طويلة بعدما دانتهم في اتهامات بالعمل مرتزقة للقذافي. وعاقبت روسياً وصف بأنه منسق المجموعة بالسجن المؤبد، فيما حكمت على روسي آخر وثلاثة من روسياالبيضاء و19 أوكرانيا بالسجن لمدة عشر سنوات مع الاشغال الشاقة لكل منهم. ونفى أعضاء المجموعة هذه الاتهامات.