«الحياة»، رويترز، ا ف ب - تستمر الجهود الدولية المبذولة لانقاذ خطة المبعوث الدولي - العربي كوفي انان لحل الازمة السورية. ويرافقها تصعيد في المواجهات بين القوات النظامية والمعارضة، ادى خلال اليومين الماضيين الى مقتل مئة جندي نظامي على الاقل، خصوصاً في محافظتي دمشق وادلب، وذلك بعد اعلان ناطق باسم «الجيش السوري الحر» ان قوات المعارضة لم تعد ملتزمة وقف اطلاق النار بعد انقضاء مدة الانذار الذي منحته للسلطات وانتهى نهار الجمعة الماضي. وقال ان قوات المعارضة بدأت مهاجمة قوات النظام «للدفاع عن شعبنا». واكد احمد فوزي الناطق باسم انان انه يتعين على القوى الكبرى ضمان أن ينفذ طرفا الصراع في سورية خطة السلام، لكن انان لا يفضل في الوقت الحالي توسيع مهمة المراقبين الدوليين. ويتحدث انان امام مجلس الأمن في نيويورك بعد غد الخميس بشأن سورية. كما سيعقد محادثات يوم الجمعة مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون. ونقل فوزي عن انان انه ابلغ الرئيس الاسد ومحاورين آخرين ان اياً من الطرفين لا ينفذ الخطة كما ينبغي. وقال: ربما حان الوقت لمراجعة الوضع وعلى المجتمع الدولي ان يقرر الاجراءات التي يمكن ان يتخذها لضمان تنفيذ الخطة. وأكد مجلس الوزراء السعودي في الجلسة الاسبوعية التي عقدها امس في جدة برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على بيان مجلس جامعة الدول العربية الأخير الذي دعا مجلس الأمن الى اتخاذ جميع التدابير اللازمة لتوفير الحماية للمدنيين السوريين وفرض الوقف الكامل لأعمال العنف ونزيف الدماء والجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري. وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي قابل الملك عبدالله في جدة، على هامش اجتماع لبنك التنمية الاسلامي، ان خطة انان ما زالت اساسية لحل الصراع في سورية. وحث الحكومة السورية على انهاء العنف فورا «باسم الانسانية» وبدء حوار سياسي مع خصومها. ويتوجه الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الى نيويورك بعد غد الخميس حيث يجري مباحثات بشأن الوضع السوري مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون وسفراء الدول الاعضاء في مجلس الامن ورئيس المجلس للدورة الحالية ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة. حول سورية. وقال مصدر في الجامعة ان العربي سيعمل على اقناع مجلس الامن بضرورة ايجاد حل عاجل للازمة. في هذا الوقت قال رئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي امس إن روسيا والاتحاد الأوروبي متفقان على أن خطة انان هي أفضل طريقة لتجنب حرب أهلية في سورية. وصرح فان رومبوي، عقب محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ختام القمة التاسعة والعشرين بين روسيا والاتحاد الاوروبي في سان بطرسبورغ: «نحن متفقون تماما على أن خطة أنان ككل توفر أفضل فرصة لكسر دائرة العنف في سورية وتجنب وقوع حرب أهلية وعلينا توحيد جهودنا من أجل حدوث ذلك». واكد ضرورة ايجاد حل سياسي ودائم للازمة السورية. ولم يصدر اي رد عن بوتين الذي تعتبر بلاده الداعم الرئيسي للرئيس بشار الاسد، عند الاشارة الى «العملية السياسية». من جهة اخرى قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان اي حل دائم في سورية غير ممكن ما دام الرئيس الاسد في الحكم. واضاف انه يعتقد بان النظام السوري سيسقط «تحت ضغط جرائمه» غير انه اكد ان اي عمل عسكري لا يمكن اتخاذه الا في اطار مجلس الامن. وفي نيويورك، أجمعت مصادر ديبلوماسية في مجلس الأمن على أن «الوضع في سورية وصل مرحلة حرجة تتطلب تحديد الخطوات العملية في مجلس الأمن بما يدعم خطة أنان ويضعها موضع التنفيذ». وحذر رئيس مجلس الأمن للشهر الحالي السفير الصيني لي باودونغ من أن مجلس الأمن أمام احتمالين في شأن «القضية السورية»، وأوضح «إما أن ندعم تطبيق خطة أنان من جميع الأطراف المسلحة، أو الانزلاق الى حرب أهلية وعنف طائفي ينتشر الى باقي المنطقة على غرار ما رأينا في لبنان مما يقوض الأمن والاستقرار في المنطقة برمتها». وقالت مصادر غربية إن «العمل جار في مجلس الأمن على عناصر مشروع قرار يتضمن فرض عقوبات على كل من لا يتقيد بخطة أنان ويخرق قراري مجلس الأمن 2042 و2043». وقال باودونغ، لمناسبة تولي بلاده رئاسة المجلس، إن الصين «ليست في صدد حماية أي كان ضد أي كان في سورية... نريد أن تحترم سيادة سورية وأن تحفظ سلامة أراضيها ووحدتها وأن يكون مصيرها في يد الشعب السوري وحده». وقال «يجب احترام ميثاق الأممالمتحدة في ما يتعلق بسورية، ونحن ندين ما حصل في الحولة بقوة ويجب تقديم الفاعل أياً يكن الى العدالة». وأضاف إن «القضية السورية وصلت مرحلة حرجة جدأً ونحن نواجه احتمالين: إما أن توقف كل الأطراف المسلحة العنف وتبدأ عملية سياسية شاملة بحيث يحدد الشعب السوري مصيره، أو أن تنزلق سورية الى حرب أهلية ونزاع طائفي يطال المنطقة بكاملها». وقال «رأينا ما حصل في لبنان، والحرب الأهلية في سورية ستقوض السلام والاستقرار في المنطقة برمتها، وسيكون لها تداعيات خطيرة على السلام في الشرق الأوسط». ميدانيا،ً تواصلت اعمال العنف والاشتباكات بين القوات النظامية والمعارضة وفي ريف ادلب افاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» عن مقتل عنصرين من «الكتائب الثائرة المقاتلة» اثر اشتباكات مع حواجز القوات النظامية في بلدة كفرنبل بعد منتصف ليل الاحد - الاثنين. كما قتل مواطنان اثر اصابتهما باطلاق رصاص قرب مدينة اريحا في ريف ادلب. ووقعت اشتباكات «عنيفة» بين القوات النظامية ومقاتلين في قرية الرامي في جبل الزاوية، معقل حركة الاحتجاج الذي شهد اعنف الاشتباكات منذ تصاعد المواجهات المسلحة في هذه المنطقة. واشار «المجلس الوطني السوري» الى قيام دبابات وراجمات ومدفعية بقصف العديد من مدن وبلدات محافظة ادلب، منها معرة النعمان واريحا والرامة وجدار تبنس ودرباسين وكفرومة وكفرنبل ومعارشورين وحاس وجبل الزاوية. كما اعلنت الوكالة الرسمية السورية (سانا) ان السلطات احبطت محاولة تفجير سيارة محملة بكمية كبيرة من المتفجرات والقت القبض على «الارهابي الانتحاري» الذي كان يقودها في بلدة الرامي. وقالت ان «الارهابي» الذي كان يخطط لتفجير السيارة بالقرب من احدى نقاط قوات حفظ النظام حاول الهرب بعد فشله في تنفيذ العملية الا ان الجهات المختصة تمكنت من القاء القبض عليه. وفي ريف حماة شهدت بلدات عدة منها كوكب وكفرزيتا واللطامنة اطلاق نار من رشاشات ثقيلة وقذائف مصدرها قوات النظام. وفي الاحياء القديمة من حمص سمعت اصوات اطلاق نار من رشاشات ثقيلة وخفيفة منذ صباح امس ترافقت مع اصوات انفجارات ناتجة عن سقوط قذائف هاون. وتعيش بلدات منطقة الحولة نقصا كبيراً في الخبز بسبب منع حواجز قوات النظام المحيطة بالمنطقة وصول الدقيق وعدم توفر مادة المازوت. كما قامت قوات النظام بحملات مداهمات في بعض احياء دمشق، وخصوصاً في جوبر ودوما. كما تعرضت بلدات في ريف دير الزور لقصف من القوات النظامية التي استخدم طائرات الهليكوبتر.