عُقد في القاهرة أمس اجتماع لافت ضم مرشح «الإخوان المسلمين» محمد مرسي الذي يخوض جولة الإعادة في مواجهة أحمد شفيق رئيس آخر حكومات الرئيس المخلوع حسني مبارك، والمرشحين اللذين خرجا من السباق بعدما حلا في المركزين الثالث والرابع حمدين صباحي وعبدالمنعم أبو الفتوح، للبحث في التوافق على تشكيل فريق رئاسي. وانتهى الاجتماع باتفاق على «استمرار اللقاء والتشاور والنقاش في كل الاقتراحات والمواضيع المطروحة، ومن بينها تشكيل مجلس رئاسي مدني لتحقيق واستكمال الثورة والانتقال السلمي للسلطة إلى مؤسسة مدنية يرضى عنها الشعب بحق». والتقى صباحي وأبو الفتوح بعد الاجتماع عدداً من قيادات الائتلافات والحركات الثورية والشبابية لمناقشة النتائج. وقال صباحي وأبو الفتوح في بيان مشترك إن الاجتماع مع مرسي ناقش «الموقف الحالي بكل تطوراته وما جرى في الأيام الأخيرة من أحداث، وأهمها الأحكام الصادرة التي أهدرت حق الشهداء والمصابين، واتفقوا على ضرورة مواصلة السعيّ إلى تحقيق واستكمال أهداف الثورة والحصول على حق الشهداء والمصابين وانتقال السلطة إلى سلطة مدنية بعد فترة انتقالية مرتبكة ارتكبت فيها أخطاء كبيرة أدت إلى ما نحن فيه الآن». وأضاف البيان أن الثلاثة اتفقوا على «وجوب إجراء محاكمات عادلة وعاجلة لمبارك ورموز نظامه لتحقيق العدالة واحترام حق الشهداء والمصابين والمحاسبة على الفساد المالي والسياسي الذي ارتكب طوال مدة حكمه، واستمرار الضغط الشعبي والجماهيري إلى حين تطبيق قانون العزل في شكل ناجز وقبل انتخابات الإعادة والتأكيد على أن الانتخابات النزيهة هي الضمانة الوحيدة لتطبيق القانون، والدعوة إلى مليونية (اليوم) الثلثاء بالمشاركة مع كل القوى السياسية والوطنية المختلفة». وكان صباحي وأبو الفتوح والمرشح السابق للرئاسة خالد علي اجتمعوا مساء أول من أمس بحضور رئيس حزب «الوسط» أبو العلا ماضي «لدرس الموقف وما يجري في ميدان التحرير وكل ميادين مصر ومدنها من تأكيد لرغبة عارمة في استكمال الثورة»، بحسب بيان أصدره المجتمعون. وعقدت حملات المرشحين الثلاثة السابقين مؤتمراً صحافياً مشتركاً أمس كشف مخالفات شابت الجولة الأولى من الانتخابات. وقال الممثل القانوني لحملة حمدين صباحي المحامي أحمد جمعة: «هدفنا أن نلبي آمال هذا الشعب الذي في لحظة ما فقد الأمل وفقد الحلم بعد الانتخابات الرئاسية التي تعتبر نتيجتها إهانة لثورة الشعب المجيدة وإهانة لجموع الثوار، وبعد حكم قضائي أيقظ شهداء مصر جميعاً من قبورهم ليطلبوا عدم ضياع دمائهم سدى». وطالب ب «توحيد الكلمة وتنحية الخلافات جانباً، لذلك نقف اليوم جبهة ثورية واحدة وتكتلاً وطنياً يستمد قوته ووقوده من هذا الشعب الذي آثر أن تكون له قيادة شعبية موحدة تعبر عنه وعن ثورته الأبية». وأضاف: «لا نمثل أفراداً ولا نمثل تياراً ولا نمثل جماعة. إننا نمثل جمهور الشعب المصري المثقفين منه والأميين الفلاحين منه والعمال». وأضاف أنه «بعد دراسات أجرتها اللجان القانونية للحملات الثلاث، تقدمنا إلى اللجنة العليا للانتخابات بدلائل دامغة لا تقبل الشك على بطلان نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بطلاناً قانونياً وفقاً لصحيح أحكام القانون ولجأنا إلى السلطة التنفيذية والتشريعية ولم نجد آذاناً صاغية ولم نجد ملبياً للنداء». في غضون ذلك، قرر مستشار التحقيق المنتدب من وزير العدل القاضي أسامة الصعيدي للتحقيق في جريمة فساد متهم بها احمد شفيق، استدعاء الأمين العام لجمعية الضباط الطيارين اللواء محمد رضا للاستماع إلى أقواله وشهادته في شأن البلاغ المقدم من النائب عصام سلطان ضد شفيق والذي يتهمه فيه بإهدار المال العام والإضرار العمد به عبر بيع مساحات شاسعة من الأراضي المميزة بأسعار أقل من 10 في المئة من قيمتها الحقيقية لابني الرئيس المخلوع علاء وجمال مبارك. وتضمن قرار الاستدعاء الطلب من رضا إحضار ملف الأوراق الخاصة بالأراضي المباعة من جمعية الضباط الطيارين لعلاء وجمال مبارك وكل المستندات المتعلقة بذلك، بما فيها النظام الأساسي للجمعية. وقرر القاضي أيضاً استدعاء أستاذ القانون في جامعة عين شمس حسام عيسي وعميد كلية الحقوق في المنوفية محمد محسوب واثنين آخرين هما أمجد مصطفى عبدالقادر ووائل عبدالواحد محمد، للاستماع إلى أقوالهم جميعاً في البلاغ. إلى ذلك، استمر اقتراع المصريين المغتربين في جولة إعادة الانتخابات الرئاسية، وأظهرت إحصاءات اليوم الأول إقبالاً متوسطاً على المشاركة في التصويت. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية عمرو رشدي أن نحو 20 ألفاً قدموا أمس الأحد للتصويت في مقار سفارات وقنصليات مصر في الخارج. وجاءت الكويت في المقدمة بتصويت 5630 من الناخبين تلتها الرياض بنحو 3000، ثم جدة التي صوت فيها 2400، فالدوحة 1975 ثم أبو ظبي 1196، بينما جاءت باريس في مقدم الدول الأوروبية حيث صوت فيها 580. واعتبر رشدي أن «تلك المؤشرات تظهر حرص المصريين في الخارج على المشاركة في العملية الانتخابية، إذ شهد اليوم الأول للإعادة زيادة كبيرة في عدد المصوتين مقارنة باليوم الأول للتصويت في المرحلة الأولى» التي جرت الشهر الماضي. وأضاف: «ووصلت النسبة إلى الضعف في بعض الحالات مثل القنصلية المصرية في جدة، كما يتوقع تزايد أعداد المصوتين اليوم مع استئناف خدمة البريد في الدول الأوروبية بعد انتهاء العطلة الأسبوعية».