جدة، الأممالمتحدة - رويترز، أ ف ب - قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون امس أن خطة السلام التي طرحها المبعوث الدولي كوفي أنان لا تزال اساسية لحل الصراع في سورية. وحض حكومة الرئيس بشار الأسد على انهاء العنف فوراً «باسم الانسانية» وبدء حوار سياسي مع المعارضين. وأبلغ بان وكالة «رويترز»، على هامش اجتماع ل «بنك التنمية الاسلامي» في جدة «نحن منزعجون بشدة مما يحدث، ان خطة أنان لا تزال محورية لحل الازمة. في الوقت نفسه طلب أنان «مراجعة جدية» للجهود الجامدة لإنهاء العنف في سورية في مؤشر على بدء نفاد صبر حامل نوبل للسلام. وقال ديبلوماسيون ان الامين العام السابق للامم المتحدة يشدد الضغوط على القوى الدولية كي تعزز دعمها لخطة السلام التي اقترحها او تضع خطة بديلة. وكان انان ابلغ مجلس الجامعة العربية في اجتماع الدوحة السبت ان «الوقت آتٍ، إن لم يكن حل أصلاً، من أجل مراجعة جدية». وتابع: «على المجتمع الدولي أن يقرر ما سيفعل تالياً. ففي مشاوراتي مع الكثير من اللاعبين استشفيت اقراراً واضحاً بأن الأمور لا يسعها الاستمرار على ما هي عليه. وأنا موافق». ودعا أنان الى زيادة الدعم لخطته التي تنص على سحب القوات والاسلحة من المدن ووقف الهجمات لإتاحة بدء حوار سياسي مؤكداً «علينا ان نبحث الأمر جيداً وأن نصيب». ويناقش أنان الازمة السورية في مجلس الامن والجمعية العامة للامم المتحدة الخميس. وأشار ديبلوماسيون إلى أن تصريحات أنان تشير إلى انه يدرك ان مبادرته للسلام تواجه فشلاً. وقال ديبلوماسي كبير في الاممالمتحدة «لن يقر بالفشل، فكل كلمة يقولها كوفي انان مدروسة جداً». وتابع: «لكن كل من دعم خطة أنان من الولاياتالمتحدة الى روسيا بدأ يلاحظ تصريحاته اليوم وقادر على فهم فحواها». وقال اندرو تابلر الباحث في «معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى» الذي عمل في سورية «اعتقد انه بات جلياً للجميع ان الجهود الدولية لمعالجة المسألة لا تنفع على الأرجح». وتابع «كل شيء انقلب رأساً على عقب بعد حولة والأمور تسير نحو الأسوأ. لكن على الاقل بدأ الناس يقولون انه ينبغي فعل شيء عاجلاً وليس آجلاً». وأكد تابلر انه لا يرى اي «تغير مسار» لدى الاسد ومحيطه. وقال: «انهم يقاتلون من أجل بقائهم على الدوام. وهذا هو الواقع». وطلبت الجامعة العربية من مجلس الامن الدولي التحرك لتأمين حماية الشعب السوري. وسبق ان مارست روسيا والصين مرتين حق النقض لوقف مشروعي قرار يلمحان الى عقوبات. ويقول تابلر وغيره من الديبلوماسيين انه مع حماية روسيا لحليفتها الرئيسية في الشرق الاوسط من العقوبات، فإن أي عمل متشدد قد يتم الآن سيصدر على الارجح من خارج مجلس الامن، ان مجموعة اصدقاء الشعب السوري التي تشمل دولاً غربية ودولاً عربية كبرى قد تكون منصة انطلاق. وقال ديبلوماسي آخر في الاممالمتحدة «علينا ان نعطي خطة أنان فرصة، لكن الجميع يرى أنها لا تفلح لذا علينا ان نبدأ البحث عن بدائل». وتابع: «المشكلة تكمن في غياب خطة بديلة واضحة». وقالت السفيرة الاميركية في الاممالمتحدة سوزان رايس انه ينبغي التفكير في تحرك خارج مجلس الأمن الدولي لأن الجميع يرى ان الأمور تخرج عن السيطرة. لكن وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا شدد على ضرورة حصول اي عمل عسكري على دعم الاممالمتحدة. وستتخذ القرارات المقبلة حول سورية في قمة مجموعة العشرين في المكسيك هذا الشهر وفي محادثات بين القادة الغربيين ومع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفق ديبلوماسيين. لكن بوتين كرر في باريس وبرلين الاسبوع الماضي معارضته العقوبات على سورية. وينتهي تفويض بعثة مراقبي الاممالمتحدة في 20 تموز (يوليو) لكن انان اشار الى ضرورة اتخاذ قرارات سريعة الآن. وأنذر انان الوزراء العرب بانه «اذا تم التلاعب على الانقسامات الاقليمية والدولية في سورية فإن الشعب السوري والمنطقة، منطقتكم، سيدفعان الثمن».