شكرت الحكومة اليمنية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ورئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، على ما قدماه من معونات عاجلة للتخفيف من معاناة الشعب اليمني، في ظل الأزمة السياسية والاقتصادية التي لا يزال يعاني من آثارها. وأشار مصدر حكومي مسؤول إلى تغطية السعودية على مدى الأشهر الخمسة الماضية حاجات اليمن من المشتقات النفطية، لمواجهة العجز الكبير الذي واجهته الحكومة نتيجة الاعتداءات المتكررة على أنابيب نقل النفط، والى ان حكومة الإمارات قدمت مساعدة عاجلة بقيمة 500 مليون درهم إماراتي (140 مليون دولار) لشراء مواد غذائية عاجلة لليمن. وأفادت مصادر إماراتية في صنعاء بأن رئيس الدولة كلّف «مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية» شراء هذه المواد، التي تشمل الرز والطحين والسكر والزيت وحليب الأطفال والمعلبات، من الأسواق المحلية في اليمن، بهدف تنشيط الاقتصاد وإنعاش السوق. وأشارت الى أن التوجيهات شملت إنشاء منافذ للتوزيع في أنحاء البلاد، لضمان وصولها في أسرع وقت إلى أكبر عدد من شرائح المجتمع اليمني، ما يكفل تخفيف معاناتهم الحياتية. وأعلنت أميركا تقديم 6.5 مليون دولار كدعم إضافي للمساعدات الإنسانية لليمن، ليرتفع إجمالي ما خصصته له إلى نحو 80 مليون دولار خلال العام الحالي وسترفعها الى 118 مليوناً. وأوضحت السفارة الأميركية في صنعاء في بلاغ صحافي أن هذه المساعدات تستهدف نحو 550 ألفاً من النازحين اليمنيين، وغيرهم من المواطنين في المناطق المتضررة من الصراعات، ونحو 215 ألف لاجئ ومهاجر من منطقة القرن الأفريقي. وأكدت المعاونة الإدارية للمساعدات الإنسانية في «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية» نانسي لندبرغ ان هذه المساعدات الإضافية ستوفر المياه النقيّة وخدمات الصرف الصحّي السليمة والتعليم الصحّي، ومواد تساعد على منع انتشار الأمراض، فضلاً عن المساعدات الغذائية الطارئة، وإمدادات الإغاثة الطبية وغيرها. ولفتت الى ان نصف السكان في اليمن لا يحصلون على ما يكفي من الطعام، ونحو مليون طفل تحت سن الخامسة يعانون سوء تغذية حاداً، ما يزيد تعرّضهم لمجموعة من الأمراض التي يمكن الوقاية منها. وأكد الأمين العام المساعد للشؤون الإنسانية في«منظمة التعاون الإسلامي» السفير عطاء بخيت ان الحاجات التنموية والإنسانية لليمن تتجاوز بليون دولار، وان هناك سوء فهم لحجم الأزمة الإنسانية فيه، وهناك حاجة لتسليط مزيد من الضوء ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته. وأشار الى أن «منظمة التعاون الإسلامي» تعتزم فتح مكتب لها في اليمن حيث اكتملت كل الترتيبات. وتتواجد في اليمن بعثة إنسانية دولية مشتركة من «منظمة التعاون الإسلامي» والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي و «مجلس التعاون الخليجي» و «جامعة الدول العربية»، إضافة إلى «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية».