على رغم أنها كانت طُعماً شهيّاً للأعمال الفنية التي شاركت فيها منذ ظهورها القصير، إلا أن العنود الحربي التي ُعرفت كشاعرة، ثم تعددت مواهبها في مجالات عدة، أبرزها الإعلام، أعلنت اعتزالها التمثيل، مبدية أسفها للفترة التي خاضتها في هذا المجال. وقررت العنود التي فرشت لها الأضواء سجادة الشهرة والقبول الجماهيري في فترةٍ وجيزة، إسدال ستار التمثيل، مؤكدة أن ذلك «قرار لا رجعة فيه»، وبذلك يعتبر مسلسل «حصاد الزمن» الذي سيُعرض قريباً، «ختاماً» لمسيرة الحربي، التي لم تتعد مشاركاتها في مجال التلفزيون خمسة أعمال. ووصفت الحربي الوسط الفني ب «الوسخ»، وقالت في تصريح إلى «الحياة»: «عملي الأخير هو الستار الذي أقفل من خلاله باب التمثيل من حياتي في قرار لا رجعة عنه، وسيضم مسلسل «حصاد الزمن» نخبة من النجوم الذين تمنيت العمل معهم. وينبع قرار اعتزالي التمثيل من المرض المنتشر في الوسط الفني الذي خضته لدوافع معينة وتأسفت أسفاً شديداً لذلك». وأضافت: «على رغم الأضواء التي سرعان ما يحققها الفنان، إلا أنني أجده مجالاً مريضاً، لا يستحق أدنى نسب الجهد التي تقدم لأجله وغير نظيف بالمرة ويتطلب تنازلات. وهنا أتحدث عن تجربة شخصية وليس من حق أحد شراء الكلام لنفسه فلو خليت خربت، وشاهدت عدداً من النماذج التي تتصرف باحترام ورقي داخل «اللوكيشن» وخارجه، ولكن لا يتجاوز عددهن أصابع اليدين، مثل سعاد عبدالله وحياة الفهد وشمعة من عمان، وزهرة عرفات وهيفاء حسين، على سبيل المثال وليس الحصر». وعلقت العنود على نصح والدتها لها بتجنب العمل في الوسط الفني، بالمثل الشهير «من لا يطيع يضيع»، مستدركة: «لم أصل إلى مرحلة الضياع، لأنني توقفت بعد تيقني من عدم جدوى الاستمرار في دائرة بركانية قد تنفجر في أي وقت. إن الوسط بحاجة لقوة لانتزاع الحقوق، وتعرضت لطلبات صريحة لا تتجاوز الثلاث مرات، من ضمنها شخص عرض عليّ مليوني دولار لقبولي المشاركة في برنامج ينتجه أو تبني فكرة تستهويني، لكنني رفضت لأنه أراد بذلك الوصول إلي فقط». وأيدت العنود ما قاله الفنان خالد البريكي، في حديث سابق معه، كشف أن رقاب الفنانين في أيدي شركات الإعلان، مبدية امتعاضها من «الرتابة في التمثيل الخليجي». وأضافت: «نحن مقيدون في اللباس والمصطلحات وفق القنوات التي يُعرض لمصلتحها العمل، ما يجعل ما نقدمه روتيناً مُمِلاً جداً، إضافة إلى عدم اطلاعنا على أعمالنا قبل عرضها. ولو بيدي فرصة القرار يوماً لمنعت المنتجين الذين لا يملكون سوى المال لنيل الشهرة وتلويث الوسط الفني، إذ لم يشدني أي مما عُرض في رمضان، وما وجدت في ما عرض سوى التصنع والمبالغة».