طهران، استوكهولم، موسكو – أ ب، رويترز، أ ف ب – اتهم مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي الغرب أمس، بتضليل الرأي العام في شأن البرنامج النووي لبلاده، ل «التستّر على مشاكله الداخلية»، كما حذر إسرائيل من أن عواقب أي ضربة عسكرية، «ستسقط مثل صاعقة على رأسها». وعلّقت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون على كلام خامنئي، مشيرة إلى أنها لن تخرج بأي استنتاج في شأن تأثيره المحتمل على الجولة المقبلة من المحادثات النووية في موسكو بعد نحو أسبوعين. وذكّرت بأن خامنئي أعلن دوماً أنه يحرّم السلاح النووي، وأن إيران أكدت مراراً أنها لن تتحرّك عسكرياً سوى للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم، مضيفة أن «القادة يقولون غالباً مسائل للاستهلاك المحلي». وأعربت عن أملها بأن تسعى طهران إلى تسوية ديبلوماسية لملفها الذري. وقال خامنئي: «الأوساط السياسية والإعلامية العالمية التي تتشدق بالخطر النووي الذي تشكلّه إيران، كاذبة ومخادعة، إذ أنها لا تخشى إيران النووية، بل إيران الإسلامية التي زلزلت أركان هيمنة الاستكبار في العالم». وأضاف خلال خطاب، في ضريح الإمام الخميني جنوبطهران في الذكرى الثالثة والعشرين لوفاته: «ما يفعله الأميركيون والغربيون حماقة، إذ يضخّمون الملف النووي للتستّر على مشاكلهم وصرف الأنظار عن قضاياهم والأزمات التي تواجههم». وشدد على أن «العراقيل التي يوجدها الأعداء في طريقنا، لا تأثير لها، والعقوبات ليست فاعلة ولا يمكنها الوقوف في وجه الشعب الإيراني، بل تثير ضغائن في قلبه ضد الغرب»، مؤكداً أن طهران «لن تتوقف على طريق التقدم السياسي والعلمي أو التكنولوجي». وأضاف: «إذا كان القادة الصهاينة يتحدثون عن تحرك عسكري (ضد إيران)، فلأنهم يشعرون برعب، وهم الآن أكثر ضعفاً من أي وقت». وحذرهم من أن «أي قرار سيء، سيسقط مثل صاعقة على رأسهم». واعتبر خامنئي أن «الثورات، من اليمن والبحرين الى مصر وليبيا وتونس، وإلى دول ما زالت الثورات فيها تحت الرماد وستشتعل يوماً، دوافعها كلها العودة إلى العزة الوطنية والعدالة الاجتماعية والحرية، وكلّها قائمة في ظلال الإسلام، إذ عندما نقول صحوة إسلامية، يرتكز كلامنا إلى أسس وجذور واقعية». وأضاف: «العالم كان في ايدي الشرق والغرب، وتغلّب الشعب الإيراني عليهما، والآن يبدو ظاهرياً أن العالم في يدي الغرب الضال، وتمكّن الشعب الإيراني من التغلب عليه أيضاً». وزاد: «حطّمنا أرقاماً قياسية وحققنا تطوراً، ولكننا سنفشل إذا أصبحنا قانعين بما حققناه». وحضّ «المسؤولين على الابتعاد عن الأنانية والغرور والإعجاب بالنفس، لأنها أمور ستؤدي إلى فشل، وبالامتناع عنها يمكننا اعتلاء القمم». في غضون ذلك، أعلن يوري اوشاكوف، مستشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للسياسة الخارجية، أن الأخير سيلتقي نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد على هامش قمة «منظمة شنغهاي للتعاون» المقررة في بكين في 6 و7 من الشهر الجاري. وقال: «لقاء نجاد سيتيح لبوتين الشعور شخصياً بالتوتر السائد حول المشكلة الإيرانية، وكيف تنظر طهران إلى ذلك». وأضاف أن روسيا والدول الغربية «غير راضية» عن نتائج محادثات بغداد، لكنها «أدركت ما هو مهم وهو رغبة الجانبين في مواصلة المفاوضات». ويأتي اللقاء قبل استضافة موسكو في 18 و19 من الشهر الجاري، الجولة المقبلة من المحادثات بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي.