لم يعلم الصينيون عند اختراعهم علم المساج قبل 493 سنة قبل الميلاد، أن السوق السعودية ستشهد ظهور نوع جديد من التدليك يختص بالعيون، إذ لم تتوصل كتب التدليك في كثير من الحضارات القديمة المختصة بعلم وفن «المساج»، بما فيها ذلك روما و اليونان والهند و اليابان ومصر وبلاد مابين النهرين، إلى حقيقة أن التدليك يصل إلى منطقة العينين ويختص في استحداث أساليبه أجهزة مقلدة تصدر من بلدان لم تكن من تلك الخزعبلات الصناعية. ولم يتوقف المساج الذي يقصده الباحثون عن الاسترخاء على أقدامهم وأجسادهم، بل تعدى ذلك إلى أجهزة مساج العيون التي بات أمراً دخيلاً على المساج والمتخصصين في العلاج الطبيعي، ذلك المساج الجديد أثارته شركات لبيع «نظارات مساج العينين»، ولم يكتف الجهاز الجديد بإراحة المنطقة المحيطة بالعينين، بل أمسى حلاً فورياً وأملاً للمحبطين من صعوبة إزالة الهالات السوداء، بوصفه جهازاً يساعد في إزالة التجاعيد ومعالجة السواد أسفل العينين، ومنشطاً للأوعية الدموية. وفور انتشار هذا الإعلان، اتصلت «الحياة» بإحدى الشركات في وسط جدة (تحتفظ «الحياة» باسمها)، والتي تعمل على استيراد وبيع «نظارات مساج العيون»، ليجيب مسؤول البيع واثقاً في منتجه الذي لم يتوصل إليه إليه أساتذة طب العيون، شارحاً طريقة استخدامه بقوله: «إن طريقة استخدامه من طريق لبسه على العينين لمدة 10 دقائق أو ربع ساعة، ويقوم تلقائياً بعمل المساج بمجرد الضغط على الزر ليعمل بحركة دائرية، بحيث يتم تنشيط الدم في المنطقة، ويزيل آثار الإرهاق لتلك الأوعية التي لم يصل لها الدم، ويقوم بتنشيطها لتزول الهالات السوداء ما حول العين، وليس للبسها أي ضرر، ولو كان هناك ضرر فلن نروج لبيعها، ونكتفي بالتصريح والسجل التجاري الذي يسمح لنا ببيع نظارات مساج العينين». إلا أن الطب البديل له رأي آخر، إذ يثبت أن الطرق المثلى والوحيدة لإراحة منطقة ما حول العين مع الرأس، هو استخدام أصبع السبابة في «التدليك»، بدءاً من زاوية العين الخارجية بحركة خفيفة، ثم الاتجاه ناحية الأنف، و عند الوصول للأنف يدور الأصبع لتدليك الجفن العلوي، مع مراعاة أن يتم ذلك بخفة شديدة حسب الحالة الصحية لكل عين. من جهته، ينكر استشاري طب وجراحة العيون في جدة الدكتور إيهاب حجاج، علمه بمثل هذا المنتج، مؤكداً أنه لايوجد في طب العيون قديماً وحديثاً أجهزة لمساج العين، ويقول: «عادة ما يكون هناك شلل في العصب السابع للعين الذي يعيق شفة الرمش الأعلى، ولذلك أساليب وطرق علاجية توصف بتفاصيل دقيقة وإشراف استشاريين وفق أجهزة طبية عالية الجودة معترف بها دولياً، تساعد بدورها في تنشيط العصب السابع». ويضيف: «مثل هذه المنتجات ربما تستخدم للترفيه والتسلية وليس للاستطباب، كونها لا تمت لعلم طب العيون بشيء من ذلك، لاسيما وأنها ربما تؤدي إلى انفجار في العين أوالشبكية لمن سبق لهم أن رضخوا لعمليات تصحيح النظر أو جراحات سابقة».