مرة اخرى تقتبس الدراما العراقية صورة عن مرحلة الاقتتال الطائفي في العراق عقب عام 2005 والظروف الصعبة التي مر بها العراقيون في تلك المرحلة من خلال مسلسل تلفزيوني يروي أوضاع المسيحيين في بغداد بعنوان «قصة حي بغدادي». المسلسل كتب نصه حامد المالكي وأخرجه فارس طعمة التميمي، وجسد بطولته عدد من نجوم الدراما العراقية، بينهم غانم حميد وآسيا كمال وعواطف نعيم وكريم محسن وبتول عزيز وجمانة كريم وسولاف واياد الطائي وسوسن شكري ورائد محسن وأحمد طعمة وحافظ لعيبي وعلي قاسم الملاك ومحمد طعمة وسمر محمد وزياد الهلالي وأسماء صفاء ومرتضى حنيص وسامان العزاوي وعبير فريد. وعن تعاونه في «قصة حي بغدادي» للمرة الاولى مع حامد المالكي، يقول التميمي: «عملنا وفق رؤية مشتركة وحاولنا جاهدين ان نتواصل عند كتابة كل حلقة من المسلسل حتى نهايته». التميمي الذي أنجز عدداً من الاعمال الدرامية العراقية الناجحة مثل «مناوي باشا» و «ايام التحدي» و «سنوات تحت الرماد» وغيرها، يرى ان وقائع هذا المسلسل مهمة للمجتمع العراقي، خصوصاً انها تتحدث عن مكون عراقي مهم يتمثل بالمسيحيين الذين تمتد جذورهم في العراق الى آلاف السنين. ويشير الى أنه أحب هذا العمل كثيراً لأنه «يحمل سمة إنسانية عميقة ومؤثرة ويُظهر اللحمة العراقية الموحدة التي ترسخت وتعمقت منذ الأزل، ولا يمكن فصم عراها على رغم كل المحاولات المضادة لهذه الوحدة الأصيلة». يذكر ان عدد مواقع تصويرالمسلسل بلغ 64 موقعاً بين بغداد والسليمانية، ما تطلب جهداً مضاعفاً خصوصاً بالنسبة الى التداعيات الأمنية المفاجئة التي لا بد من الاستعداد لمعالجتها من دون التأثير على سير العمل وخطة الإنتاج بكل أبعادها. وشمل التصوير مواقع تقع في مستشفيات ووزارات وبيوت مواطنين وأزقة وشوارع وكليات، وبلغ عدد مشاهد بغداد وحدها 1200 مشهد، في حين بلغت المشاهد في السليمانية 27، صوّرت في أربعة مواقع. وفي هذا الصدد يقول التميمي: «واجهنا صعوبات كثيرة، لكنّ الجهة المنتجة عملت على تذليلها، خصوصاً ان مواقع التصوير بلغت اكثر من ستين، وفي اماكن متباينة شملت مدينة السليمانية وليس بغداد وحدها، وكل هذا مع نخبة من الممثلين العراقيين المعروفين زاد عددهم على خمسين ممثلاً، اضافة الى كادر فني متميز وخلاق، ابتداء من المصور ياسر عمران ومدير التصوير السوري تمام شبطا وهيئة إنتاجية محترفة». وتتلخص رسالة المسلسل كما يؤكد التميمي، بأن «المجتمع العراقي متماسك جداً رغم الدخلاء الذين يريدون افساده لأغراض سياسية ودينية».