قالت المندوبة الدائمة للولايات المتحدة لدى الأممالمتحدة سوزان رايس إنه في حال عدم تطبيق الحكومة السورية لخطة المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان وعدم ممارسة مجلس الأمن الضغط الكافي عليها للوفاء بالتزاماتها، فإن أعضاء المجلس قد يتحركون خارج الأممالمتحدة. وأشارت رايس للصحافيين بعد جلسة مجلس الأمن المغلقة حول سورية، أمس الأربعاء إلى أن هناك اتفاق مع أنان، حول أن الوضع وصل بالفعل إلى نقطة فاصلة، أبرز مظاهرها تجسدت بالأحداث التي وقعت خلال عطلة نهاية الأسبوع، بإشارة إلى المذبحة التي جرت في بلدة الحولة بحمص. وأضافت أن "العملية السياسية البالغة الأهمية لنجاح أية مرحلة انتقالية، التي تعد الغرض من خطة أنان، قد أحبطت بانتشار التصعيد الجاري والعنف الذي ترتكبه الحكومة، وبحقيقة أن المعارضة قد لا يمكنها أن تكون على طاولة الحوار بينما يزداد العنف كثافة وتصعيداً والحكومة تكذب بشأن ذلك". وقالت إنه من الصعب رؤية أكثر من 3 نتائج محتملة بهذه المرحلة، "الأولى منها والأفضل هي أن تطبق الحكومة السورية أخيراً وفوراً التزامها وفقا لخطة أنان، وكما يتعين عليها بمقتضى قرارات مجلس الأمن، وهذا هو ما يضغط كوفي أنان لتحقيقه، وهو أفضل وأضمن طريقة حتى تكون الخطة على المسار الصحيح، وحتى يكون هناك أمل حقيقي في الحل السياسي، وفي هذه اللحظة، لا يبدو ذلك السيناريو محتملاً". أما النتيجة أو السيناريو الثاني فهو برأيها أنه "في حال لم يحدث ذلك ولم تف الحكومة بالتزاماتها على وجه السرعة سيكون على هذا المجلس أن يتولى مسؤولياته، وأن يضع ضغطاً إضافياً على السلطات السورية حتى تفي بالتزاماتها.. وقد يتضمن هذا الضغط عقوبات من نوع تلك التي تم التلميح لها ومناقشتها، وكنا من بين هؤلاء الذين أثاروا هذه الإمكانية". وأضافت رايس أنه في السيناريوهين سيكتب لخطة أنان البقاء على قيد الحياة، وسيتم الحفاظ على وحدة المجلس، وسيكون هناك تقدم على المسار بهدف وضع العملية السياسية على الطريق. إلاّ أنها حذرت من أنه في حال غياب هذين السيناريوهين، "سيكون هناك بديل واحد فقط، فيما يبدو أسوأ الحالات، وهو الأكثر احتمالاً للأسف على حد تعبيرها، وهو أن يتصاعد العنف، وينتشر الصراع ويزداد كثافة، ويشمل دولا أخرى في المنطقة، ويتخذ أشكالا طائفية بشكل أكبر، وتكون هناك أزمة كبيرة ليس فقط في سورية، وإنما في المنطقة". وأضافت أن "وحدة المجلس بهذه الحالة ستكون مهددة، وستكون خطة أنان قد حكم عليها بالموت، ويتحول الصراع إلى صراع بالوكالة، يتدفق فيه السلاح من قبل كل الأطراف، ولا يصبح أمام أعضاء هذا المجلس وأعضاء المجتمع الدولي سوى خيار التفكير بالتحرك خارج خطة أنان، وسلطة هذا المجلس". وأكدت أن الجميع حاول تجنب هذا السيناريو دعماً لخطة أنان. وخلصت إلى أن "القرار يتوقف بالمقام الأول على الحكومة السورية.. إما أن تفي بالتزامها، وفي هذه الحالة سيكون على المعارضة التزام القيام بالمثل، وإذا لم تفعل ذلك، فسيكون المجلس مسؤولاً عن القيام بعمل، وأن يعمل بسرعة، وإذا لم نقم بذلك، فسنضع أنفسنا أمام سيناريو ثالث، ما زلنا نأمل في تجنبه، ولذلك نواصل دعم خطة أنان، ولهذا السبب نواصل العمل مع زملاء بالمجلس على الطريق الجماعي إلى الأمام". وكان مندوب سورية لدى الأممالمتحدة بشار الجعفري قال إن قيادة بلاده قدمت ما يكفي من براهين تؤكد على أن الإرهاب هو الذي يقف وراء حالة العنف التي تشهدها بلاده، وأشار إلى أن لجنة التحقيق بمجزرة الحولة ستنهي عملها اليوم أو غداً وستعلن نتائج التحقيق على أن تتم معاقبة المتورطين.