أطلقت وزارة النفط العراقية أمس جولة التراخيص الرابعة لحقول النفط والغاز التي تشمل 12 موقعاً استكشافياً بمشاركة 47 شركة عالمية، لكن أعضاء لجنة النفط والطاقة البرلمانية وصفوها ب «السياسية» كونها تأتي في ظل أجواء سياسية متوترة وقرارات باستبعاد شركات منها «إكسون موبيل». وقال وزير النفط عبدالكريم لعيبي في كلمة افتتح بها الجولة في بغداد إن «عملية التنافس شفافة وعلنية وستشارك فيها العديد من الشركات المؤهلة» وعددها الإجمالي 47. وأضاف إن «الجولة تعتبر مهمة جداً للوزارة والبلد، لتطوير الاقتصاد وتنميته واستمراراً لجولات التراخيص السابقة في تحقيق فرص ثمنية». وأشارت وزارة النفط العراقية إلى أن الشركات اليابانية الأكثر حضوراً في هذه الجولة، وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة عاصم جهاد ل «الحياة» أن «أكثر الشركات مشاركة في جولة التراخيص الرابعة هي اليابانية بواقع تسع شركات من أصل 47، في حين تشارك روسيا بخمس شركات والصين بأربع، تليها بريطانيا بثلاث، بينما اكتفت كل من أميركا وإيطاليا وهولندا وكوريا الجنوبية والإمارات بشركتين لكل منها». ومن أصل ثلاث مواقع استكشافية عرض التنافس عليها في بداية الجولة، فاز ائتلاف بقيادة «كويت إنرجي» بالموقع الاستكشافي في محافظة البصرة على الحدود العراقية الإيرانية. وتقدم الائتلاف الذي يضم شركة «تي بي أي أو» التركية (30 في المئة) و «دراغون اويل» الإماراتية (30 في المئة) و «كويت إنرجي» (40 في المئة) بأجر بلغ 6.24 دولار في مقابل كل برميل، وهو سعر أقل مما حددته وزارة النفط. ولم تتقدم أي شركة بعروض حيال الموقعين الآخرين، الأول غازي بين محافظتي نينوى والأنبار، والثاني غازي أيضاً بين محافظتي النجف والأنبار. وأشارت وزارة النفط العراقية إلى أن مجموعة بقيادة «بريميير أويل» رفضت عرضاً حكومياً للامتياز 12 في جولة التراخيص، ولفتت إلى أنها لم تتلق أي عروض لامتياز 1 للغاز في الجولة، التي تشمل سبع رقع استكشافية للغاز وخمس رقع للنفط، تتوزع على محافظات البصرة والنجف وبابل والمثنى والديوانية وذي قار، ونينوى، وديالى والأنبار. عضو لجنة النفط والطاقة النيابية عدي عواد أكد ل «الحياة» أن «هناك تحفظات كبيرة داخل مجلس النواب حول جولة التراخيص الرابعة وحتى الجولات الثلاثة التي سبقتها لم تحظ بقبول نيابي». وتابع أن «وزارة النفط اعترفت في وقت سابق بأن الجولات الثلاث السابقة غطت ما نسبته 70 في المئة من حجم القطاع النفطي والغازي العراقي، وهنا نتساءل جدوى الاستمرار في إبرام عقود جديدة وكل يوم نستدعي الشركات العالمية وسط هرج ومرج، وكأن الأمر أشبه بدعاية سياسية». وبين أن «توقيت الجولة غير مناسب فهناك أزمة سياسية، وليس هناك قانون يغطي هكذا عقود تتعامل مع مقدرات البلد وثروته «. متوسط الصادرات إلى ذلك، أعلنت السلطات العراقية أن متوسط صادرات العراق من النفط بلغ 2.4 مليون برميل يومياً منذ بداية أيار (مايو) مقارنة مع متوسط بلغ 2.508 مليون برميل يومياً في نيسان (أبريل). وقال مدير شركة «نفط الجنوب»، ضياء جعفر، أن «صادرات النفط الخام من الحقول الجنوبية بلغت 2.13 مليون برميل يومياً منذ بداية أيار بينما بلغ إنتاجها 2.35 مليون برميل يومياً». وأوضح أن العراق دعا تسع شركات أجنبية لتقديم عروض لمساعدة الشركة على إدارة مشروع ببلايين الدولارات لحقن المياه في حقول النفط. ونشرت صحيفة «فايننشال تايمز» أن شركة البترول الوطنية الكويتية خصّصت 500 مليون دولار لتمويل إعادة تطوير حقل نفط بحر الشمال، في إطار صفقة أقرتها الحكومة البريطانية. وأشارت الصحيفة إلى أن عودة دخول الكويت لدعم تطوير حقل نفط بحر الشمال جاء بعد التغييرات في الإعفاءات الضريبية التي أقرتها الحكومة الائتلافية البريطانية في موازنتها الجديدة لتشجيع الاستثمار الأجنبي في حقول النفط الهامشية في المملكة المتحدة. الأسعار في الأسواق، تراجع خام القياس الأوروبي مزيج «برنت» إلى ما دون 106 دولارات للبرميل مع تزايد المخاوف حول مستقبل المصارف في أسبانيا بينما أشارت الصين إلى أنها لا تخطط لتحفيز كبير ما قلص توقعات الطلب، وفق وكالة «رويترز». وانخفض «برنت» 1.23 دولار إلى 105.45 دولار للبرميل قبل أن تتفاقم خسائره ليصل إلى 105.02 دولار للبرميل. وهبط برنت 11.7 في المئة منذ بداية أيار مسجلاً أكبر تراجع في عامين. وتراجع الخام الأميركي الخفيف 1.07 دولار إلى 89.69 دولار للبرميل. كما أعلنت «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك) أن سعر سلة خاماتها القياسية ارتفع إلى 105.13 دولار للبرميل أول من أمس من 105.01 دولار للبرميل في اليوم السابق.