ووجه إعلان وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد أفيغدور ليبرمان عدم التزام حكومته التي تسلمت مهامها أمس، اتفاق أنابوليس للسلام، بمواقف دولية لافتة شددت على ضرورة التمسك بالحل القائم على أساس تشكيل دولتين، فلسطينية وإسرائيلية. وأكد البيت الأبيض أمس أن الرئيس باراك أوباما ما زال ملتزماً حل الدولتين. وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي مايك هامر إن «الرئيس قال كثيراً إننا ملتزمون إقامة دولة فلسطينية ديموقراطية تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل في سلام وأمن... ونحن ملتزمون العمل بنشاط من أجل هذا الحل القائم على وجود دولتين. ونتطلع إلى العمل مع الحكومة الاسرائيلية الجديدة، ونفهم أننا سنجري مناقشات صريحة على أساس من الالتزام الأساسي المشترك بإسرائيل وأمنها». وفي نيويورك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد بنيامين نتانياهو إلى العمل من أجل إقامة دولة فلسطينية. وقال مبعوث اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط توني بلير أمس إن الفلسطينيين يجب أن يحصلوا على دولة لهم، وإلا فإن «البديل هو قتال كبير». وحضت برلين حكومة نتانياهو على مواصلة عملية السلام مع الفلسطينيين، مؤكدة أن «لا بديل عن حل الدولتين الذي يتضمن إنشاء دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل»، فيما شدد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير على ضرورة التمكن من «إنشاء دولة فلسطينية». ورأى أن «اليوم أكثر من أي وقت، يتطلب قيام دولة فلسطينية تعيش بسلام وأمن إلى جانب إسرائيل جهود الجميع واستنفار كل الطاقات... إنها رغبة المجتمع الدولي برمته، وهي من مصلحة إسرائيل، وتشكل السبيل الوحيد لضمان أمنها على المدى الطويل». وكان ليبرمان أعلن لدى تسلمه مهمات منصبه من وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني أمس، أن الحكومة الجديدة لن تلتزم مبادئ مؤتمر أنابوليس. وقال: «ليست هناك سوى وثيقة وحيدة تلزمنا، وهي ليست (مقررات) مؤتمر أنابوليس، بل خريطة الطريق... الحكومة والكنيست لم يصادقا يوماً على أنابوليس». وتسلم نتانياهو أمس مهماته رسمياً في حفل تقليدي في مقر الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز الذي دعاه إلى «بذل جهود فائقة لتحريك عملية السلام قدماً على كل الجبهات»، مشيراً إلى أن «الحكومة التي انتهت ولايتها تبنت رؤية دولتين لشعبين التي دعمتها الإدارة الأميركية وقبلتها غالبية دول العالم. وحكومتك يجب أن تحدد شكل الواقع المقبل». وتحدث بيريز عن مبادرة السلام العربية، قائلاً: «لا أعرف خياراً أفضل من السلام للمنطقة كلها». وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس أنه لن يتعامل مع هذه الحكومة ما لم تقبل بحل الدولتين وتوقف الاستيطان، مطالباً العالم بالضغط عليها لتنفيذ التزاماتها بموجب خطة «خريطة الطريق». وقال إن نتانياهو «لا يؤمن بحل الدولتين وبالاتفاقات الموقعة، ولا يريد أن يوقف الاستيطان. وهذا شيء واضح... علينا أن نقول للعالم إن هذا الرجل لا يؤمن بالسلام، فكيف يمكن أن نتعامل معه؟». وأضاف: «نحن من جانبنا قمنا بكل ما علينا وقمنا بتلبية كل البنود المطلوبة منا في خطة خريطة الطريق، وعلى العالم أن يقول ماذا عن التزامات إسرائيل المثبتة في البند الأول من الخطة، وهو تحريك لعملية السلام».