حاول تعريف كلمة «كبير» في كرة القدم حين تصف نادياً، جرب كل المترادفات أو حتى التصنيفات، سترغم في نهاية الأمر لقياس «كبر» فريق معين بناء على منجزاته، فكل مقياس آخر لا علاقة له بالحجم، فالحظوة الجماهيرية مقياسها الشعبية، والقدرة على الإنفاق مقياسها القوة المادية، وتفوق العناصر مقياسها «القوة الفنية»، الكبار بين الأندية كبار الألقاب، ما من طريقة ثانية لوصفهم. الآن استخدم المقياس ذاته ألف مرة، وألفاً ثانية وحاول في كل مرة تجريد شيخ الأندية الشباب من وصف الكبير، ستفشل ذلك أن هذا النادي الهادئ جل الوقت، يعرف من المجد ما لا يعرفه غيره، له في كل ركن لقب، وفي كل معادلة حضور، إن أردت الحديث عن الذهب فأنت بالتأكيد لن تقوى على تجاهل «الليث». وحده الشباب دون الأندية السعودية كافة، حقق كل الألقاب التي نظمها الاتحاد السعودي لكرة القدم، لم يترك بطولة إلا وتوج بلقبها مرة على الأقل، وحدها الجماهير البيضاء احتفلت بكل ما يمكن الاحتفال به محلياً، لذلك وفيما ينشغل نادٍ أو آخر بتحطيم رقم معين في بطولة بعينها، ينافس الشباب الجميع على تحطيم الأرقام في كل الألقاب، وحين يبدو بعيداً عن قياسي في بطولة، يتصدر المشهد في بطولة أخرى. في منافسات الدوري البطولة الأطول والأصعب في كرة القدم السعودية يأتي الشباب خامساً في قائمة الأكثر تحقيقاً للقب، لكنه على بعد بطولتين فقط من النصر والأهلي، ف«الليث» توج بالدوري 6 مرات فيما توج به كل من الأهلي والنصر 8 مرات ليحلا في المركز الرابع والثالث، بينما يحل وصيفاً الاتحاد ب14 بطولة، ويتصدر القائمة الهلال ب15 لقباً. في البطولة السعودية الثانية كأس ولي العهد يتقاسم الشباب المركز الرابع مع النصر بواقع 3 بطولات لكل منهما، فيما يتصدر المشهد الهلال بواقع 12 بطولة يليه الاتحاد بسبع والأهلي بخمس بطولات. أغلى البطولات السعودية وأكثرها عائداً مادياً بطولة كأس الملك بنظامها الجديد، مسرح أبيض لا يعرف للشباب بديلاً، بطولة تعرف من هذا الفريق ما لا تعرفه من سواه، فالبطولة التي نظمت سبع مرات فقط، خطف الشباب لقبها ثلاث مرات فيما حل وصيفاً مرة واحد فقط، ليتصدر قائمة الأندية الأكثر تحقيقاً لهذا اللقب، فيما يأتي كل من الاتحاد والأهلي في المركز الثاني بواقع بطولتين لكل منهما. كأس السوبر السعودي أقيم مرة واحدة عام 1979 وفاز فيها الهلال حينها على نظيره الأهلي بنتيجة الذهاب والإياب، وتوقفت بعدها البطولة قبل أن تعود في الموسم الماضي ليحققها نادي الفتح، وفي حين بدا أن الشباب سيترك خزانته خالية من لقب واحد على الأقل بحكم أنه لقب جديد، خطف الفريق الأبيض سريعاً حصته منه ليتعرف على أشقائه كافة في خزانة تضم كل الألقاب المحلية من دون استثناء. البطولات الخارجية ليست غريبة على الشباب، إذ كان له في محفل صولة جولة، لكنه لا يزال يعاني ذات المشكلة التي تعانيها الأندية السعودية باستثناء الاتحاد وهي غياب اللقب الآسيوي الأحدث «دوري أبطال آسيا» عن خزائنه. بعيداً عن ذلك، فقد حقق الشباب دوري أبطال الخليج العربي مرتين عام 1993 و1994، وعلى المستوى العربي حقق دوري أبطال العرب العدد ذاته من المرات عام 1992 و1999، إضافة إلى كأس السوبر العربي الذي حققه مرتين 1995 و2000، قارياً خطف الشباب لقب كأس الكؤوس الآسيوية مرة واحدة موسم 2001، بينما حل وصيفاً لكأس السوبر الآسيوي مرة ولدوري أبطال آسيا مرة.