أكد مقربون من المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني انه شدد خلال لقائه ممثلين للمسيحيين في العراق التزام مرجعية النجف التنوع الديني والمذهبي والعرقي والثقافي باعتباره مصدر قوة في هذا البلد»، مؤكداً «تضامن المرجعية مع محنة مئات آلالاف المسيحيين الذين هجرهم تنظيم داعش». وكان بطريرك الكلدان لويس ساكو، ووفد يضم ممثلي كنائس مسيحية في العراق التقى السيستاني في مقر اقامته في النجف أمس. وقال البطريرك خلال مؤتمر صحافي عقده عقب اللقاء، إن «سماحته يهتم بكل المكونات العراقية وحريص على ما يحصل في العراق ويعمل من أجل اللحمة الوطنية ووحدة العراق وتربته»، مبيناً أن «السيستاني مهتم بموضوع تسريع تشكيل الحكومة الذي ذكرناه له، لأن هذا الفراغ فرصة للآخرين للإساءة إلى هذا البلد». وأضاف أن «اللقاء تطرق إلى معاناة المسيحيين في الموصل ونزوح 100 ألف إلى مناطق ومدن كردستان. وقال السيستاني صراحة إن المسيحيين جزء منا ونحن جزء منكم وأنتم في قلوبنا ونحن متألمون لما يحصل لكم، وهناك أيضا سنّة وشيعة يتم استهدافهم». ولفت ساكو الى أن «سماحته علامة مضيئة وسط هذه الضبابية الموجودة على أرض الوطن. الكل يسمع صوته ونداءه وإرشاداته وحكمته»، مؤكداً أن السيستاني قال له: «ليس الكل يسمع لي، كما ليس الجميع يسمعون إلى صوت البابا». وزاد أن «الصورة واضحة لدى سماحته عن الواقع، ونحن نريد صوتاً قوياً يندد بقوة بظلم وتهميش وإقصاء المكونات، وحياة الناس مقدسة لا يمكن لأحد أن يزيلها أو يهمشها»، معتبراً «استعداد فرنسا لاستقبال المسيحيين دعوة سخيّة ولكنها جزئية، لأن الحل ليس في استقبال عدد معيّن من المسيحيين او العراقيين، وعلى فرنسا والمحافل الدولية مساعدة العراق». إلى ذلك، قال معاون البطريارك شليمون وردوني خلال المؤتمر إن «السيستاني متفاعل مع القضية المسيحية، وهو معروف بحكمته وهي ليست المرة الأولى التي نلتقي به»، مشيراً إلى ان «سماحته أب كل المرجعية في العراق والشيعة بخاصة ونحن نأتي إليه في وقت صعوباتنا وكلنا أخوة في هذا البلد». وقال مقربون من السيستاني ل»الحياة» ان «المرجع أكد تمسكه بالتنوع الديني والمذهبي والعرقي والثقافي في العراق، وشدد على تضامنه مع محنة مئات آلالاف المسيحيين والطوائف الأخرى الذين تعرضوا للتهجير على يد تنظيم داعش، مجدداً دعوته الى تشكيل حكومة تنال ثقة الجميع، وتتصدى للانهيار الامني والسياسي والخدماتي في البلاد». وكان السيستاني قاوم خلال الاسابيع الماضية بقوة ترشيح رئيس الوزراء نوري المالكي لولاية ثالثة، وارسل سلسلة رسائل، بعضها شفهي او مكتوب الى جهات سياسية واقليمية مختلفة، كما انه مرر موقفه عبر خطب الجمعة الأخيرة منتقداً التشبث بالمناصب. وتشير معلومات الى حصول إجماع في الاوساط الايرانية المختلفة على عدم دعم المالكي. واكد المقربون من السيستاني ل»الحياة» انه «خصص مبلغاً مالياً كبيراً لدعم المهجرين، لكن عمق المشكلة يتطلب سياسات دولة» على حد وصفهم.