اعتبر الشاعر محمد العلي أن الشيخ عوض القرني صاحب كتاب «الحداثة في ميزان الإسلام» من ضمن «الموتى فكريا». ولم ينف أن كتابه شهد «تأثيراً قصيراً لم يتجاوز الشهرين، تمثل في صمت بعض الأقلام في حين هو في الحقيقة أحياها». وتساءل: «من الموجود على الساحة الآن؟ مجيباً: «انهم الحداثيون، ما يعني أنهم ينتصرون». ونفى العلي من خلال برنامج «عيشوا معنا»، الذي استضافه أخيراً على قناة «LBC»، ما يطلق عليه «ما بعد الحداثة»، واعتبرها «الخطوة الثانية للحداثة»، موضحاً أنه «عوضاً من عدم الاعتراف باللا معقول، أصبح ثمة اعتراف فيه»، مضيفاً أنه «مصطلح قائم على فلسفة نيتشه، وإلغاء جميع ما أسسه عصر التنوير»، مؤكداً أن الحداثة الصحيحة «باقية ومستمرة». وشدد على أن ما حدث لا يعدو أن يكون «توسيعاً للمفاهيم». كما نفى تأثير التيارات اليسارية في ثمانينات القرن الماضي في الحداثة. وقال: «الحداثة بمعناها الأول، وهي الصيرورة وإصلاح الوطن وتطويره، انطلقت قبل ذلك الوقت في الحجاز مع كتاب «مواقف مصرحة» لمحمد حسن عواد ومجايليه». وتساءل عن موقف أعضاء نادي جدة الأدبي من رفض رئيس ناديهم الذي كان من تأسيس العواد «تسمية جائزة باسمه». وأبدى اعتراضه على «القطيعة مع التراث»، وتساءل «عندما يكتب النقيضان بعضهما، ويفتكان ببعضهما، ألا يتولد منهما حينذاك شيء ثالث يحمل جينات من تناقضاتهما تلك؟». ورجح وجود القطيعة في أوروبا، مؤكداً أن الحداثة «ولدت لدينا قبل أن نقوم باستيرادها بمفهومها الجديد». واعتبر أبو تمام وبشار «حداثيين أثارا ضجة في عصرهما عبر الشعر»، خالصاً إلى أن الحداثة «ليست جديدة علينا وإنما استمرار للتطور. كما أنها ليست بمعنى قتل الماضي والأب كما تفعل الحضارة الغربية». وفيما أبدى العلي ندمه على «ترشيح القاص خليل الفزيع لرئاسة تحرير الزميلة «اليوم»، مرجعاً ذلك إلى أن «الفزيع لديه نقطة ضعف، لو سلم منها لكان أروع من يعملون في الصحافة، وهي أنه يشل من حوله». لم يبد ندماً لأنه لم يكن يمدح أحداً، ما أدى إلى إقالته من رئاسة تحريرها، بحسب ما نقل عن وزير الإعلام حينها محمد عبده يماني. واسترجع العلي حكايته مع قصيدة «لا تخافي»، التي نشرت في «اليوم»، وأدت إلى حدوث ضجة واسعة، مشيراً إلى أنها كانت «لشاعر عراقي قام الصحافي اللبناني حميد الغلياثي، بسرقتها ونشرها من دون الرجوع لي كرئيس تحرير، ما أدى إلى وصول قيمة النسخة من الصحيفة يومها الى 10 ريالات (ثمن النسخة في السوق كان ريالاً واحداً). وعزا ذلك إلى أن «الناس كانت ظامئة لاختراق معين، بيد أنه لم يكن في الوقت المناسب». وأشار إلى أن ملحق «المربد الثقافي» كان من «جهود الشاعر علي الدميني، ولم يكن لي منه سوى المشاركة بالاسم». كما أشاد ب «وطنية وإخلاص» وزير البترول والثروة المعدنية الأسبق عبدالله الطريقي، واصفاً إياه بأنه كان «مسؤولاً»، وبرر ضعفه في فترة ما، بعد أن تخلى عنه أصدقائه، والعمر بأن «الضعف في بعض الناس أمر طبيعي». فيما وصف خلفه أحمد زكي يماني، بأنه كان «موظفاً»، مشدداً على ان «ثمة فرقاً بين الموظف والمسؤول»، منوهاً إلى أن يماني «رجل مثقف وقدير وأدار وزارته مثلما ينبغي، كما أنه يعد الآن من المثقفين المعروفين». وحول مجلة «الشرق»، قال: «إنها كانت حية وشهدت عصراً ذهبياً مع الزميل شاكر الشيخ، أما قبل ذلك الوقت وبعده فهي ميتة». وأوضح أن قصده من مقولة: «المثقفون اليوم بدو رحل» هو أن «المثقف لدينا غالباً لا يسير ضمن بوصلة ذهنية».