دعا الرئيس اللبناني ميشال سليمان جميع الفرقاء الى «التبصر بعمق في الواقع الداخلي والوضع المحيط بالمنطقة واستخلاص العبر التي من شأنها الحفاظ على السلم الاهلي»، لافتاً الى أن «ما تطالب به المجتمعات في دول المنطقة من حولنا من ديموقراطية موجود لدينا ويظلله اتفاق الطائف الذي أمن مشاركة كل مكونات الشعب على تنوعها في ادارة الشأن العام». وشدد سليمان خلال استقباله السفير السعودي لدى لبنان علي بن عواض عسيري على «حرص لبنان على أمن الاشقاء العرب الوافدين وكرامتهم من خلال التوجيهات المعطاة بشكل دائم الى المعنيين بحسن وفادتهم والسهر الكامل على راحتهم»، مؤكداً أن «لا قلق او خشية تحول دون مجيئهم كما العادة الى لبنان، نظراً الى المحبة والعلاقات الاخوية الوثيقة التي تربط الشعب اللبناني بأشقائه العرب». وبحث سليمان الوضع الامني مع المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي ورئيس فرع المعلومات في قوى الامن العميد وسام الحسن اللذين أطلعاه على آخر التطورات والخطوات التي تقوم بها الاجهزة الامنية والعسكرية لضبط الوضع. اجتماع سفراء في الخارجية وفي السياق، اجتمع وزير الخارجية عدنان منصور في الوزارة امس، مع سفيري قطر سعد بن علي المهندي والكويت عبد العال القناعي، والقائم بالأعمال الإماراتي سالم صالح الجابري، وعرض معهم القرارات التي اتخذتها دولهم بتحذير رعاياها من المجيء الى لبنان. وعما إذا كان إطلاق شادي المولوي يلغي الأسباب التي أدت الى اتخاذ مثل هذه القرارات، قال السفير القناعي: «القرار الكويتي لم يتألف بأمر سياسي إنما يتعلق بالوضع الأمني للبلد». وأوضح ان منصور «تمنى علينا أن يكون هذا التحذير موقتاً، وأن تجرى إعادة النظر فيه، خصوصاً في ظل العلاقات الأخوية والوطيدة التي تجمع لبنان بدول الخليج العربي. ووعد الوزير بنقل هذه الرغبة الى الكويت وسينظر فيها في ظل العلاقات الأخوية الحميمة والوثيقة في ما بين البلدين والشعبين الشقيقين، على أمل أن يسود هذا الاستقرار الأمني لبنان إن شاء الله وتسود الحكمة والتعقل، وبالتالي يوفر المناخ المناسب للسياح ليس فقط من الكويت والخليج، إنما من كل دول العالم. وكما تعلمون يريد السائح أن يكون مرتاحاً نفسياً وأمنياً ليزور المناطق الأثرية والسياحية، وإذا لم يتوافر هذا المناخ الأمني المناسب سيتردد في المجيء». وعما اذا كان هناك منع للكويتيين من المجيء الى لبنان، اوضح القناعي ان «ليس هناك من منع بل هناك حرية شخصية، والحكومة الكويتية قامت بواجباتها تجاه مواطنيها من منطلق الحرص على امنهم وسلامتهم، وشركات الطيران لا تزال في حركة متواصلة مجيئاً وذهاباً لنقل السياح بين الكويت وبيروت»، لافتاً الى ان «هناك من غادر لكن الاكثرية باقية». وعن تزامن القرارات الاربعة، قال: «رأت الكويت الامور الامنية التي حصلت والتي نقلتها للاسف الفضائيات وتحديداً ما حدث في بيروت ولا يمكن أي عاقل ان يبقى في بيروت في ظل توتر امني، المسؤولية تقع بالدرجة الاولى على اللبنانيين في الحفاظ على الامن والاستقرار وأعني هنا الامن الامني والامن السياسي على حد سواء».