أعلنت شرطة الرياض القبض على ثلاثة شبان (سعوديي الجنسية) استولوا على أكثر من ثمانية ملايين ريال من مكائن عدة لصرف النقود آلياً، مستغلين عملهم في إحدى شركات تغذية الصرافات الآلية بالأموال. وأوضحت الشرطة في بيان صحافي أصدرته أمس، (حصلت «الحياة» على نسخة منه) أن القضية بدأت بعد بلاغ تقدم به مندوب إحدى الشركات الأمنية المسؤولة عن تغذية مكائن الصرف الآلي إلى مركز شرطة الملز (وسط الرياض) أفاد فيه بوجود اختلاسات مالية تقدر بأكثر من ثمانية ملايين من مكائن عدة للصرف الآلي تابعة لأحد البنوك (لم تفصح الشرطة عن اسمه) خلال أربعة أشهر ماضية، لافتة إلى أن المندوب أوضح أنه لم يتبين لهم من خلال معاينة تلك المكائن تعرضها لأي عنف أو تكسير، وهو ما يشير إلى أنها فتحت بطريقة طبيعية. وأشارت إلى أن إدارة التحريات والبحث الجنائي استنفرت كل قواها البشرية والآلية، ودرست القضية من جميع جوانبها، كما جمعت المعلومات كافة وأخضعت جميع العاملين في مجال تغذية مكائن الصرف الآلي للمتابعة وتحليل سلوكهم، مبينة أن الشبهة تركزت حول أحد الأشخاص ممن سبق له العمل في مجال تغذية الصرافات الآلية «الذي بيّنت التحريات وجود علاقة له مع شخصين آخرين لا يزالان على رأس العمل»، مضيفة أنه تم إعداد كمائن لهم ومن ثم القبض عليهم. وذكرت الشرطة في بيانها أن الجناة أقروا بكيفية ارتكابهم للجريمة، بدءاً من التخطيط وانتهاءً بالتنفيذ وتوزيع المسروقات وكيفية التصرف بها، موضحة أن إدارة التحريات والبحث الجنائي عملت على تفتيش منازل الجناة؛ «وعثر بمنزل الأول على مبلغ 2٫420٫000 ريال، فيما وجد في منزل الثاني 1٫352٫000 ريال، واتضح شراؤه منزلاً بمبلغ 1٫400٫000 ريال سجله باسم شقيقه، وعثر بمنزل الثالث على 2٫124٫300 ريال»، مضيفة أنه تم توقيف الجناة ويجري استكمال إجراءات التحقيق في القضية وإعادة الأموال المختلسة للبنك. يذكر أن مصدر أمني مطلع كشف ل «الحياة» أن الجناة الثلاثة الذين تراوح أعمارهم بين 25 و30 عاماً، استخدموا الأرقام السرية الخاصة بهم في سحب المبالغ من مكائن صرف عدة بقصد التشويش على البنك والأجهزة الأمنية منعاً لكشفهم، مبيناً أن عمليات البحث عنهم استمرت قرابة شهر ونصف الشهر. وأكد المصدر تزايد حالات الاعتداء على مكائن صرف الأموال أخيراً، «هذا يدق جرس الإنذار لدينا ولدى بعض شركات الحماية الأمنية، التي يتطلب منها اختيار موظفيها بعناية كبيرة لتجنب الوقوع في مشكلات لا تحمد عقباها».