»الحياة»، أ ف ب، رويترز - في أجواء وصفت ب»متوترة جداً»، قال ناشطون وشهود إن قوات الأمن السورية ارسلت تعزيزات عسكرية إلى دمشق وضواحيها، ونشرت المزيد من الحواجز الأمنية بعد اشتباكات بين قوات الجيش السوري ومعارضين في مناطق عدة من وسط العاصمة بينها ساحة العباسيين وشارع الثورة. كما شهد ريف العاصمة تصعيدا بإطلاق قذيفة «ار بي جي» سقطت على بعد أمتار قليلة من سيارات المراقبين الدوليين خلال زيارتهم إلى دوما. وأعلن ناشطون والمرصد السوري لحقوق الانسان أن 50 شخصاً على الاقل قتلوا أمس في اعمال عنف، بينهم نحو 35 في قصف على بلدة صوران في منطقة حماة. وجاء التصعيد الأمني فيما بحث رئيس المراقبين الدوليين الجنرال روبرت مود والمستشار العسكري للأمين العام للأمم المتحدة جاي باباكار ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام ايرفيه لادسو مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم في دمشق، في مسار خطة حل المبعوث الاممي - العربي كوفي انان وانتشار المراقبين الدوليين. وعن الوضع الأمني في دمشق، قال ناشطون إن قتالا دار ليل السبت - الأحد وحتى صباح أمس بين القوات الحكومية ومعارضين مسلحين، وأن الاشتباكات شملت مناطق كفر سوسة وساحة العباسيين وشارع بغداد وشارع الثورة وسط دمشق. وقال اتحاد التنسيقيات المحلية إن «تعزيزات عسكرية ضخمة» وصلت إلى كفر سوسة عقب الاشتباكات. وتحدث ناشطون عن إقامة حواجز عسكرية في مناطق مهمة من العاصمة، كما قالوا إن قوات الأمن والجيش أغلقت الطريق المؤدي إلى «مستشفى الشامي». وقال الناطق باسم لجان التنسيق المحلية بدمشق وريفها مراد الشامي إن الوضع الأمني بالعاصمة «متوتر جداً»، موضحا ان انفجارات تسمع في حييْ أبو رمانة والمالكي. ووصف الانفجارات بأنها «عنيفة». وتحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن «اشتباكات عنيفة اندلعت بين مقاتلين متمردين وقوات النظام عند نقطة تفتيش في كفر سوسة». كما قصفت القوات النظامية فجرا مزارع الريحاون المجاورة لمدينة دوما. وقال ناشطون إن العمليات اسفرت عن مقتل شخص في دوما وإصابة العشرات. يأتي ذلك فيما سقطت قذيفة «ار بي جي» على مسافة امتار من رئيس بعثة المراقبين الدوليين اثناء زيارته دوما. وانفجرت القذيفة امام انظار الجنرال مود بعد قليل من وصوله برفقة عدد من المراقبين والصحافيين الى المدينة الواقعة على مسافة 13 كلم شمال شرق دمشق. وافاد شهود وناشطون ان شوارع دوما كانت مقفرة تماما والمتاجر مغلقة باستثناء بعض محلات البقالة، وقد شاهدت حاويات نفايات مقلوبة ارضا ولافتات ممزقة. وكانت شعارات مناهضة للنظام واخرى مؤيدة له مدونة على جدران المدينة التي بدت اشبه بمدينة اشباح، ويقول بعضها «دوما لن تركع سوى لله» و»جنود الاسد مروا من هنا». وزار اعضاء بعثة المراقبين برئاسة الجنرال مود دوما التي اصبحت الآن تحت سيطرة الحكومة، كما زار مراقبون الزبداني امس. اما في منطقة حماة، فقال المرصد السوري إن قوات الجيش اقتحمت بلدة صوران وقصفتها ما ادى الى مقتل 16 شخصا بينهم ثلاثة اطفال. وتسعى قوات الجيش السوري إلى استعادة السيطرة على مناطق عدة في حماة أصبحت معاقل للمعارضة في الأشهر الماضية. وخلال الأيام الماضية شنت قوات الجيش هجمات عنيفة ضد احياء في حماة وريفها. كما قتل خمسة اشخاص آخرين على الاقل أمس في عمليات للجيش في درعا ودير الزور وحمص وإدلب.