دانت الخارجية الروسية «المحاولة الإرهابية» التي استهدفت المراقبين في سورية، معتبرة إياها سعيا لإفشال خطة المبعوث الأممي العربي كوفي أنان. وقال ألكسندر لوكاشيفيتش الناطق باسم الخارجية الروسية أمس، إنه من الواضح أن «عناصر معينة تسعى إلى استفزاز سلطات البلاد لاتخاذ خطوات مقابلة وإفشال تنفيذ خطة المبعوث الخاص الأممي والعربي كوفي أنان من أجل تصعيد العنف». وأشار إلى أن الوضع في سورية «لا يزال معقداً للغاية» على الرغم من التأثير الإيجابي لوجود المراقبين الأمميين في سورية. وأعرب الديبلوماسي الروسي عن استياء موسكو في شأن تصريحات برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري الذي اعلن فيها دعم المجلس الوطني لتسليح المعارضين على الأرض. وأعاد لوكاشيفيتش إلى الأذهان أن غليون دعا علناً إلى اتخاذ خطوات تهدف إلى تسليح «الجيش السوري الحر» وأكد أن ممثلي المعارضة السورية مستعدون للاتفاق على أن يزود «الجيش الحر بالأسلحة» من قبل دول معينة وعدت بذلك. وتساءل الديبلوماسي الروسي: «لماذا يدور الحديث عن ذلك أثناء تنفيذ خطة أنان؟». وأكد لوكاشيفيتش أن كل الدول التي تدعم خطة أنان بالأفعال لا بالأقوال يجب أن تعمل فقط في إطار منطق هذه الخطة التي ترمي في نهاية المطاف إلى تحويل الأزمة من الصدام إلى عملية سياسية يجريها السوريون أنفسهم. وشدد لوكاشيفيتش على أن أية حسابات متعلقة بالتفضيلات الطائفية لا يمكن أن تبرر العمل على مواجهة خطة أنان التي أقرها مجلس الأمن الدولي. ولم يستبعد لوكاشيفيتش أن يتطلب الأمر مستقبلاً زيادة عدد أفراد بعثة المراقبين في حال تعقيد الوضع، مؤكداً أن مجلس الأمن الدولي مختص بهذا الموضوع. وفي شأن المسؤولين عن الهجمات على المراقبين في سورية، قال الديبلوماسي الروسي إن الحديث «لا يدور عن تشكيلات محددة، وإنما عن التوجه الذي تحرض عليه نشاطات الجيش السوري الحر والمجلس الوطني السوري». كما قال لوكاشيفيتش إن «الأعمال الإرهابية» في سورية تشير إلى احتمال تورط «القاعدة» وغيرها من التنظيمات المتطرفة فيها، مضيفاً أن هذه القوى تسعى إلى إفشال خطة أنان. وشدد الديبلوماسي الروسي على أن موسكو تعارض بشدة هذا النهج وستستخدم كل الأدوات للضغط على المعارضة السورية من أجل وقف التصعيد والمساعدة على تنفيذ خطة أنان. إلى ذلك، قال رياض حداد سفير سورية لدى موسكو، إن وفد المعارضة السورية الداخلية سيزور موسكو قريباً. وقال السفير السوري في تصريحات إلى الصحافيين امس «سيحدد تاريخ الزيارة خلال الأيام القادمة. ونحن نثمن دور موسكو في هذا المجال». وقال رداً على سؤال حول احتمال وصول الوفد قبل نهاية الشهر الجاري، بأنه لا يتمكن من تحديد أي تاريخ للزيارة. وأشار السفير السوري إلى أنه خلال أبريل (نيسان) وصل وفدان يمثلان المعارضة السورية الداخلية إلى موسكو. احدهما يمثل الجبهة الشعبية من أجل الحرية والتغيير والثاني يمثل لجنة التنسيق الوطني.