ربما يبدو مبكراً الحسم، لكنّ كل المؤشرات تؤكد أن خيارات الدراما العربية ستشهد انعطافات كبرى، مع وجود أزمات عاصفة بدأت تضرب في جذور أهم «درامتين» عربيتين وبنيتهما، نظراً الى لأحوال الاستثنائية التي تشهدها مصر وسورية. لا يمكن تجاهل وجود مثل هذه الأزمة، فثمة من يهدد بوقف مسلسلات في أرض الكنانة ومنعها وحظرها، ما يهدد الدراما المصرية بشلل من نوع ما قد يزيد حجم مشاكلها، في ظروف أقل ما يقال فيها إنها تمر في مرحلة انتقالية خطرة قد تصيبها في الصميم، فتشل نموها وتطورها ردحاً من الزمن، لأن ثمة من يترصد هنا كل شاردة وواردة، ويجهِّز نصلَ الرقيب الحاد، فلم يعد «مقصّاً حريرياً» كذلك الذي استخدم في ملف رقابة المصنفات الفنية من قبل. في سورية يتفق الجميع على أن الأزمة تركت تأثيرات وجروحاً عميقة في جسم الدراما السورية، التي كانت حتى وقت قريب الشيء الوحيد – تقريباً – الذي يتفق الجميع على دعمه وتأييده شعبياً ورسمياً. ومع ظهور صفحات العار والموالاة على مواقع التواصل الاجتماعي، وازدياد هجرة نجوم هذه الدراما للعمل في دول أخرى، خفتت حدة الحماسة لهذه الصناعة وخفت منسوبها. لن يكون الأمر سهلاً مع الآخرين الذين يؤثرون ترقب تطور الأوضاع، فبعضهم سيُؤْثِر التجاوب مع الأوضاع الجديدة الناشئة، وقد يخضع للنصل الرقابي الجديد، فيتماشى مع ما هو مطروح عليه، فيما يًؤْثِر بعضهم الآخر الهجرة خلف رزق درامي في أمكنة اخرى، في وقت تتوسع وتتغير الخريطة الدرامية العربية من حولهم في شكل دراماتيكي لا يمكن معه التقاط الأنفاس، فنحن هنا في المقلب الآخر نقف قبالة محطات تلفزيونية قوية تساهم في هذا التغيير، فهي تدرك عبر استبيانات خاصة بها، إلى أين تسير السوق الدرامية العربية، وما الذي يريده المشاهد منها، وما كشف عنه مدير «تلفزيون دبي» علي الرميثي وفادي اسماعيل مدير خدمات مجموعة «ام بي سي» في ندوة خاصة بالابتكار التلفزيوني في منتدى دبي للإعلام العربي أخيراً يؤكد أن هذه الخريطة تتغير، ففيما كشف الرميثي عن وجود كتابة درامية جديدة متصلة بالمسلسل التركي «حريم السلطان» الذي بثته «قناة دبي»، يكون قوامها غرام إماراتي شاب ببطلة المسلسل هويام (مريم أوزلي)، تحدث اسماعيل عن مسلسل «زيرو فور»، وقدم شرحاً كافياً للدافع وراء اختيار العنوان المقتبس بدوره من مسلسل تركي، ما يشي بأن خريطة درامية قوية ومنافسة جديدة تولد الآن.