أظهرت قائمة المرشحين المتنافسين على عضوية مجلس إدارة هيئة الصحافيين اليوم، أن ثلثي المجلس السابق لا ينوون المنافسة على فرصة أخرى، للجلوس حول الطاولة المثلثة. يختبئ وراء هذا الابتعاد «الإرادي»، والعزوف «المبرر» بحسب ما أدلى به أعضاء مجلس الإدارة السابقون إلى «الحياة» سبعة عوامل، اختلفت بين الشخصية والمتعلقة بأداء المجلس وصلاحياته. وبرر المدير العام لقناة العرب الإخبارية وعضو مجلس إدارة هيئة الصحافيين المنقضي جمال خاشقجي أسباب ابتعاده عن الترشح لسباق «مرشحي الهيئة» بانشغاله في إدارة قناة العرب المزمع انطلاقها نهاية العام الحالي كأحد المسببات الرئيسية، مؤكداً أن ابتعاده عن السعودية سيجعله «في محل غير أمين لخدمة أبناء المهنة». ونوه خاشقجي إلى أن أساسيات الترشح لعضوية الهيئة ورئاستها تحتاج إلى «التفرغ التام»، والاستعداد لبذل ساعات طويلة لإنجاز الأعمال على أكمل وجه، وقال: «اجتماعات النصف ساعة لن تخدم أحداً». وسلط خاشقجي الأضواء على بعض الملاحظات التي لازمت أداء الهيئة في دورتها المنقضية، تمحورت حول بطء العمل وضعف الإنتاج، وزاد: «لا أحس بحماسة في الأداء». وشدد خاشقجي على فئة الشباب من الصحافيين بضرورة الترشح لعضوية الهيئة والسباق على رئاسة مجلس إدارتها، وقال: «كنت منذ فترة أدعو الشباب إلى أن يترشحوا، وللأسف؛ لم يستجب إلا القليل». وتابع: «أسمع الكثير من الشباب يشتكون من الهيئة، لكنهم سلبيون ولم ينشطوا ليدخلوا الهيئة، فبإمكان أي شاب أن يكون رئيس الهيئة إذا رغب، لكنهم ليسوا متحمسين للموضوع»، معتبراً أن الحماسة في العمل والإيمان بالهيئة ضروري لكي تقوم بالمأمول منها». عدم استطاعة رئيس تحرير صحيفة شمس السابق عضو مجلس إدارة هيئة الصحافيين خالد دراج تقديم أفضل مما قدم في الدورة الماضية، جعله يفضل الابتعاد عن الترشح «دورة واحدة كافية بالنسبة له»، مضيفاً: «ما قدمته كافٍ على رغم شعوري ببعض الحرج، وتطلعي لتقديم الأفضل». وزاد: «وجدت أنني لا أستطيع تقديم أكثر، إضافة إلى وجوب إتاحة الفرصة للزملاء الذين ربما يكون لديهم الأفضل لتقديمه لزملاء المهنة». وتابع: «لكل دورة أجندة محددة وبرنامج عمل محدد «بشكل عام الدورة الماضية أدت في بعض الأعمال وكانت هناك مشاريع متعثرة»، متوقعاً أن تستكمل تلك المشاريع في الدورة الجديدة، وأن يتحقق ما تم التخطيط له في الدورة الماضية كفيل بتحقيق المجلس الجديد لنقلة نوعية. وأكد دراج أنه متى ما رأى نفسه قادراً على تقديم الأفضل، فإنه سيترشح لعضوية الهيئة في الدورات اللاحقة، لكنه استدرك بالقول: «الهيئة هي إحدى مؤسسات المجتمع المدني في المملكة ويفترض أن تكون أفضل مما هي عليه الآن». وشدد على أن الهيئة بحاجة إلى دعم في المساحة القانونية والرسمية، وأن المطالب التي يأمل منها الإعلاميون ليست ب «يد الهيئة»، خصوصاً في ما يتعلق بخفض تذاكر الطيران والأمور الأخرى، مبيناً أن تلك المطالب مطلوبة في بعض الأحيان في الهيئات الصحافية في العالم العربي لكنها ليست ذات الأولوية الأولى بالنسبة إليها. وبأسف شديد، أفصح دراج أن الهيئة تفتقد إلى مساحة وهامش أوسع لتنفيذ بعض الصلاحيات المطلوبة على المستوى الرسمي لمناصرة قضايا الصحافيين، وأن المسألة ليست مطلقة للهيئة بل أمامها عقبات. وأوضح أنه على رغم من حل الهيئة للعديد من الإشكالات التي تعرض لها صحافيون «إلا أنها سويت بشكل ودي»؛ بحكم علاقات رئيس الهيئة والأمين العام وبعض الأعضاء، مبيناً أن الإعلان عن تلك القضايا مرتبط بشخصيتها بالنسبة إلى الصحافيين الذين لا يرغبون في ظهورها في الوسط الإعلامي من باب عدم التشهير. وذكر أن جميع القضايا التي حلت عبر مجلس إدارة الهيئة كانت في إطار بعض الاجتهادات الفردية والودية بين المجلس والصحف، متمنياً أن تكون للهيئة ممثلة في إدارتها الجديدة مثل النقابات الخارجية التي تفرض تدخلها بقوة النظام. واستبعد دراج صحة مقولة أن الهدف من وراء الترشح لعضوية الهيئة ما هي إلا للوجاهة وقال: «جميع أعضاء مجلس الإدارة من الرئيس إلى آخر عضو متطوعين تماماً للهيئة فلا يوجد أي مزايا يحصل عليه عضو الهيئة لا محلية ولا دولية، إضافة إلى أنها تسرق الوقت وتجعل العضو على أهبة الاستعداد للسفر في بعض الأحيان والتزامه بحضور الاجتماعات، الأمر الذي يحتم على العضو مغادرته لبعض المناسبات الاجتماعية والأسرية لحضور الاجتماعات الخاصة للهيئة وتمثيلها. إلى ذلك، أوضحت مديرة التحرير في صحيفة الرياض سابقاً، عضو مجلس إدارة هيئة الصحافيين السعوديين المنقضية فترته نورة بنت سعد الحويتي أن عدم ترشحها يأتي بسبب ابتعادها عن عالم الصحافة، وأنها لا تنوي الترشح مرة أخرى حتى لو عادت إلى الركض الإعلامي مجدداً.