استبعد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أن يكون تأجيل مؤتمر المعارضة السورية، الذي كان مقرراً أمس في مقر الجامعة، على خلفية موقف تتبناه الجامعة لمصلحة فصيل سوري معارض على حساب فصيل آخر، وأكد أن موقف الجامعة معروف ومعلن. وأكد أن مهمة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة كوفي أنان في سورية تستند إلى خطة الجامعة لحل الأزمة السورية. وقال العربي في مؤتمر صحفي مشترك مع نائب المبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة الدكتور ناصر القدوة: «إن الجامعة تقف على مسافة واحدة من جميع أطياف المعارضة السورية، ولا تدعم طرفاً على حساب آخر، وهي تفتح أبوابها للجميع». وأكد العربي أن هناك اجماعاً على ضرورة استمرار الجامعة في اجراء اتصالاتها مع أطياف المعارضة السورية كافة لعقد مؤتمر جامع لها تحت مظلة الجامعة. وكان العربي التقى وفوداً عربية ودولية لشرح أسباب تأجيل مؤتمر المعارضة وشارك في الاجتماع القدوة ووفد يمثل بعثة المراقبين العاملة بسورية وآخر من الاممالمتحدة إلى جانب وفد من الاتحاد الأوربي وممثلين عن الأمين العام للأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن. وقال عضو أمانة المجلس الوطني السوري جبر الشوفي ل «الحياة»، إن «الأمانة العامة للجامعة لم تنسق مع المجلس من أجل المؤتمر المزمع، ولم تلتزم بالاتفاق الذي جرى مع العربي ومعاونيه». وشدد على «ضرورة معاملة المجلس كجسم رئيسي للمعارضة وأن يكون مشاركاً في التنسيق والتنظيم للمؤتمر»، وقال: «إذا رفضت الجامعة ذلك، فالمجلس يعفيهم من المسؤولية، ولن يكون لنا مشاركة في المؤتمر». وتابع: «نحن لا نعامَل كهيئة رئيسية ولا ينسَّق معنا وندعى للمؤتمر كأفراد، وبالتالي لن نحضر مثل هذا المؤتمر، مع حرصنا الشديد على أن يكون المؤتمر تحت رعاية الجامعة». وأشار الشوفي «إلى اتفاق مع الجامعة على أن يتم التنسيق مع المجلس من أجل هذا المؤتمر، وأنه لا يجوز أن ندعى كأفراد، نحن المجلس الوطني ندعى كممثل شرعي للشعب السوري». واوضح أن «الجامعة وزعت الدعوات لأفراد في المجلس، وأن المجلس لن يحضر إذا دعي كأشخاص، المجلس هو الذي يحدد من يمثله في المؤتمر ومشاركتنا ضرورية في التنظيم والتنسيق، ونحن لا نقصي أحداً إنما نحن أعرف بشؤون المعارضة». وأشار إلى أن المؤتمر كان يتجه لتشكيل وفد للحوار مع النظام، وهذا غير متفق عليه ومرفوض، لأن الحوار يمكن أن يتم بعد رحيل بشار الأسد وتفكيك النظام الأمني والالتزام بقرار مجلس الجامعة بتفويض بشار سلطاته لنائبه. وعن قرار المجلس بنقل اعماله إلى الداخل، قال الشوفي: «إن هذا تشويش، ولم يصدر عن المجلس شيء من هذا، فنحن ممثلون للداخل وواجهة سياسية للداخل، ومن يوجد في الخارج هو لمتابعة عمل المجلس ولضرورات أمنية». وحول لقائه أمس ممثلين لأطراف أوروبية وأممية ودولية حضرت إلى مصر للمشاركة في مؤتمر المعارضة السورية قبل أن يتم تأجيله، قال العربي: «تشاورنا معهم، ولم يبحث اللقاء في إلقاء اللوم على طرف من الأطراف»، وأوضح أن «الجميع متفق على أهمية عقد مؤتمر المعارضة السورية لبلورة موقف موحد ورؤية مشتركة في التعامل مع الأزمة، ونسعى الآن لتحقيق ذلك في أقرب وقت ممكن». وأشار إلى أن القدوة أجرى لقاءات في جنيف أخيراً مع أعضاء في المجلس الوطني السوري، بهدف إعادة هيكلته ومحاولة جمع المعارضة تحت مظلة واحدة للعمل على تحقيق مطالب الشعب السوري.