كشف أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، عن توجه الحكومة لإعادة النظر في إعمار وإعادة تشكيل جميع المدن في المملكة، لتتحول إلى مدن ذكية، مشدداً على ضرورة البدء من حيث انتهى إليه الآخرون، وعدم الالتفات إلى أقوال المثبطين، مؤكداً أن العاصمة المقدسة ستكون أولى هذه المدن التي أشار إلى أنها لا تحتاج إلى بلايين الريالات للدعاية لها بعد أن أمر الله المسلمين بشد الرحال إليها. وقال الفيصل أمس خلال رعايته لملتقى تطبيقات المدن الذكية في جدة: «إن التغيير في هذا العالم أصبح أسرع مما سبق، خصوصاً في مجال العلوم والتقنية على وجة الخصوص، وهناك مشاريع عالمية نسمع عنها بما يعرف بالمدن الذكية، وليس لنا عذر اليوم في المملكة بأن لا تكون مدننا من المدن الذكية، ونحن في بداية إعادة النظر، وإعادة إعمار وتشكيل جميع المدن في المملكة، نحن نسمع ونشرف على مخططات جديدة، هناك مخططات في مكةوجدةوالطائف وفي جميع محافظات منطقة مكةالمكرمة، ستكون نواة لما يعرف بالمدن الذكية». وأضاف: «إن الخطة الاستراتيجية لهذه المنطقة بدأت بمشاركة الجميع في منطقة مكةالمكرمة عندما دعونا مجموعة كبيرة من رجال ونساء هذه المنطقة شيوخاً وشباناً رجالاً ونساء، ليضعوا استراتيجية للتنمية لل10 سنوات وال20 سنة المقبلة، وأخذنا جميع الآراء، وخرجنا بخطة استراتيجية وافق عليها الجميع، واستحسنها كل مواطني هذه المنطقة، تلك الخطة ارتكزت أولاً على البداية من الكعبة والانتهاء منها». وأشار أمير منطقة مكةالمكرمة إلى أن جميع الدول والحكومات والشركات والمؤسسات تدفع بلايين الدولارات للدعاية لبلدانها، ولتسهيل مهمة الوصول إليها سياحياً، لأن السياحة أصبحت مصدراً للأرزاق، «أما هنا فهناك أمر إلهي بشد الرحال إلى المسجد الحرام للمسلمين، فليست هناك دعاية أو بلايين تدفع ولا إعلانات للانتقال إلى هذه البقعة المباركة، والناس تأتي هنا ليس للسياحة، ولكن للعبادة إلتزاماً بالركن الخامس من أركان الإسلام، وهذا الشرف يوجب الشكر بالعمل، والعمل هنا يتمثل في ماذا نفعل لهذا البيت، وماذا نقدم لضيوفه». وأوضح الأمير خالد الفيصل أن استراتيجية تنمية المنطقة احتوت على الشراكة بين القطاعين الخاص والعام، وأضاف: «إن مشاريع هذه المنطقة بنيت على أساس هذه الشراكة، وحتى الآن البداية جيدة ولكنها لم تصل إلى الحد المقبول، ولذلك طرحت فكرة هذا اللقاء والمؤتمر لتخصص معين وهو المدن الذكية واستخدام التقنية في الارتقاء بالمخططات المقبلة، سواء في الدراسة لمدن جدة، الطائفومكة، ويليها ربط بقية المحافظات». وتمنى الفيصل خلال الملتقى أن تكون آلية الحج والعمر مبنية على خطة وعلى طريقة وأسلوب حديث وراقٍ، بحيث يبدأ الحاج بمعرفة مسار رحلته قبل مجيئه وحتى يصل إلى موانئ ومنافذ المملكة، ويجد كل شيء معداً له بكل يسر وراحة، وأن يُستقبل في هذه الموانئ بطريقة حضارية إسلامية فيها تكريم، مشدداً على أن الحاج والزائر يجب أن يجد كل الترحيب وأن يجد في الحافلة التي تقله إلى سكنه كل المعلومات التي يريد أن يستفسر عنها وصولاً إلى مقر سكنه في مكة أو المشاعر المقدسة. ولفت الفيصل إلى أن ذلك يحتاج الى إرادة وإدارة محكمة، وقال: «القرار اتخذ منكم جميعاً على أن تكون مدننا بهذه المنطقة مدناً ذكية، والإمارة أخذت على عاتقها الإشراف على هذه السياسة وهذا الهدف، نحن في أمس الحاجة إلى أن نبدأ بداية قوية لجعل مدينة مكة أول مدينة ذكية في هذه المنطقة من العالم، لدينا مشروع الملك عبدالله لإعمار مكة، وقد بدأ التنفيذ». وهاجم الفيصل في ختام كلمته من وصفهم ب «المحبِطين»، «الذين ينشرون ثقافة الإحباط في العالم، و أننا من مجتمعات متخلفة، ومن مجتمعات العالم الثالث، أنا أرد عليهم بأننا لسنا كذلك، نحن مجتمع مسلم، والإسلام يدعونا إلى الرقي والتقدم، ويدعو إلى احتلال المراكز الأولى في كل شيء، ولن نقبل دون ذلك مركزاً، ونحن نمتلك الفرصة الآن، بالأمس أطلعني الوكيل عن نشرة تحدثت عن أفضل وأسوأ عشر صالات في مطارات العالم، نشرتها مجلة أميركية، وقد تم اختيار صالة الحجاج في جدة كأفضل صالة في العالم، وهي شهادة ليست سعودية، ولا يستطيع أحد أن يقول إنها ملفقة أو مزورة، نحن نعرف كيف كانت صالة جدة خلال الخمس سنوات الماضية، وكيف أصبحت الآن من أفضل صالات المطارات في العالم، وكل ذلك تحقق بالإرادة والثقة في النفس إعماراً وتجهيزاً وبعد ذلك إدارة، ويشرف الإمارة بأن تكون ممن غرس اللبنة الإشرافية منذ خمس سنوات». من جهته، أشار وكيل امارة منطقة مكةالمكرمة عبدالعزيز الخضيري الى أن اللقاء هو استمرار للورش السابقة التي وجه بها أمير المنطقة للارتقاء بعمل منطقة مكةالمكرمة، والوصول إلى العالم الأول. وبين أنه أجري الكثير من اللقاءات والنقاشات حول الطريقة المثلى للوصول بالمنطقة إلى العالم الأول، وكل ما يتعلق بالتطبيقات الإلكترونية، لافتاً إلى أن الورشة تهدف إلى استقطاب أكبر عدد ممكن من المهتمين والمتخصصين لوضعهم كشركاء حول مفهوم التنمية والمدن التقنية.