أكد مسؤول خليجي رفيع المستوى أن الرياض ستشهد اليوم الاثنين خلال القمة التشاورية إعلان نوايا في شأن الاتحاد بين ثلاث دول أعضاء في مجلس التعاون الخليجي، هي المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين وقطر، ويرجح الكويت كذلك، على أن تنضم الى الاتحاد لاحقاً دولة الإمارات وسلطنة عُمان. واعتبر المسؤول في حديث الى «الحياة» ان اعلان الاتحاد وتحقيقه بين دول مجلس التعاون «أمر طبيعي، بل هو تنفيذ لأحد أهم بنود إنشاء هذا المجلس»، مشيراً الى المادة الرابعة من نظامه الأساسي، تحديداً البند الأول منها، والذي يؤكد «تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول (الأعضاء) في كل الميادين، وصولاً الى وحدتها». معروف أن مجلس التعاون أنشئ في العام 1980. وشدد المسؤول على أن إعلان النوايا «لن يكون حبراً على ورق» بل هو بداية جدية للعمل من أجل وضع الخطط التفصيلية لتنفيذ ما تعنيه كلمة الاتحاد بين تلك الدول، في المجالات الأمنية والسياسية والعسكرية والاقتصادية. ولفت الى أن نواة هذا التعاون موجودة أصلاً بين كل دول مجلس التعاون، وما سيحصل هو «توطيد هذا التعاون وتفعيله ومد جذوره في كل المجالات، مع الحفاظ طبعاً على خصوصية كل دولة وتميزها». ونبّه الى ان الظروف الدولية والإقليمية تجعل الاتحاد «مطلباً شعبياً ملحاً»، مذكّراً بأن دول المجلس أظهرت وحدة في المواقف السياسية والأمنية ازاء أحداث البحرين العام الماضي، والنزاع بين دولة الإمارات وإيران على الجزر الإماراتية. مضيفاً ان هناك إدراكاً لأهمية «وحدة القرار والصف». وسئل هل استشارت دول مجلس التعاون الحلفاء الأميركيين أو الأوروبيين، فأبدى استغرابه للسؤال، مشدداً على أن «مثل هذه القرارات السيادية يخص دول المجلس فقط». وحول عدم مشاركة سلطنة عمان ودولة الإمارات في إعلان الاتحاد، قال المسؤول الخليجي: «لكل من الإخوة ظروفه الخاصة، والمهم أن الجميع موافق على إقامة هذا الاتحاد، وينضم اليه مَن ينضم حين يجد الوقت مناسباً له». واستدرك ان «التجارب المرة التي مرّ بها بعض دول الخليج، لا بد من أن تكون حافزاًَ لها للانضمام الى هذا الاتحاد»، مستذكراً مواقف دول مجلس التعاون إبان غزو صدام حسين الكويت. وانتقد أي مشكك في «جدية مشروع الاتحاد أو شرعيته»، معتبراً ان مَن يرفضه يشكك في انتمائه الى قوميته العربية والخليجية، ومشيراً الى ان بعضهم دعا الى إجراء استفتاء على الاتحاد في بعض دول المجلس، وتساءل «هل يُستفتى المواطن على ثوابت وجوده وحياته مثل وطنيته أو قوميته أو دينه»؟ معروف أن فكرة الاتحاد طرحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال القمة الخليجية في 24 كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وكان أول الموافقين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، فيما تريثت قطر والكويت والإمارات لدرس المسألة. الى ذلك، أكد ديبلوماسي غربي في دولة خليجية، صحة ما قاله المسؤول الخليجي البارز عن عدم إثارة موضوع الاتحاد الخليجي مع الدول الغربية الكبرى الأعضاء في مجلس الأمن. وزاد أن «دولاً عديدة مثل الولاياتالمتحدة لطالما سعت الى تنسيق العمل العسكري والأمني بين هذه الدول، وتعتبر مثل هذا الاتحاد مفيداً». وذكر ان «الامتحان الكبير يتمثل في تحقيق هذا الاتحاد، ووجود آليات جدية تحقق التكامل الاقتصادي الذي يجب أن يخدم الدول الأصغر والأفقر ضمن مجلس التعاون الخليجي». ورأى ان إقامة الاتحاد «لن تكون أمراً سهلاً ولن تتحقق سريعاً، خصوصاً ان بعض عناصره وأهدافه لم يتبلور بعد».