بروكسيل، باريس، لندن، عمان - أ ف ب، رويترز - قوبل إعلان وزير الخارجية الإسرائيلي اليميني المتطرف أفيغدور ليبرمان تنصل الحكومة الجديدة التي ينتمي إليها برئاسة بنيامين نتانياهو من اتفاق أنابوليس الذي أحيا المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، بتشديد دولي واسع على ضرورة التمسك بحل الدولتين. وقال مبعوث اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط توني بلير أمس إن الفلسطينيين يجب أن يحصلوا على دولة لهم، وإلا فإن فرصة وقف العنف الذي قوض استقرار المنطقة ستكون ضئيلة. وأضاف أن «البديل لحل على أساس دولتين هو حل قائم على أساس الدولة الواحدة. واذا كان هناك حل على أساس دولة واحدة، سيكون هناك قتال كبير». وحضت برلين أمس حكومة نتانياهو على مواصلة عملية السلام مع الفلسطينيين، مؤكدة أن «لا بديل عن حل الدولتين الذي يتضمن إنشاء دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل». وقالت المستشارة أنغيلا مركل في برقية تهنئة إلى نتانياهو إن حكومتها على استعداد لدعمه على طريق تنفيذ مقررات المؤتمرات الدولية لحل أزمة الشرق الأوسط. وقال الناطق باسم الحكومة الألمانية توماس شتيغ ل «الحياة» إن المستشارة طالبت في برقيتها نتانياهو «بمواصلة عملية السلام في المنطقة مع الفلسطينيين على قاعدة نتائج المؤتمرات السابقة التي عقدت في السنوات الأخيرة من أنابوليس إلى المبادرة العربية وصولاً إلى نتائج العام الماضي». وأضاف: «من وجهة نظر حكومتنا لا يوجد بديل، كما تؤكد برقية المستشارة أيضاً، عن حل الدولتين. ونعرض على حكومة نتانياهو دعمها على هذه الطريق، وأن نتحمل مسؤوليتنا مع شركائنا في الاتحاد الأوروبي إزاء المنطقة». وفي باريس، شدد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير على ضرورة التمكن من «إنشاء دولة فلسطينية»، موجهاً «التهاني» الى نتانياهو. وكتب في رسالة إلى رئيس الوزراء الجديد واعضاء حكومته: «أصر على تأكيد نية فرنسا مواصلة تعزيز علاقاتها الثنائية مع إسرائيل». وأبدى رغبته أيضاً في «أن يساهم هذا الحوار في جعل العام 2009 عام السلام في الشرق الأوسط، على مختلف المسارات»، مشيداً ب «نشاط» حكومة إيهود أولمرت السابقة «من أجل إنعاش المفاوضات مع السلطة الفلسطينية وسورية». وأضاف: «اليوم أكثر من أي وقت، يتطلب قيام دولة فلسطينية تعيش بسلام وأمن إلى جانب إسرائيل جهود الجميع واستنفار كل الطاقات... إنها رغبة المجتمع الدولي برمته، وهي من مصلحة إسرائيل، وتشكل السبيل الوحيد لضمان أمنها على المدى الطويل، هذا الأمن الذي تحرص عليه فرنسا في شكل كبير». وأعرب الأردن عن أمله في أن لا تتراجع جهود تحقيق السلام في المنطقة بعد تولي نتانياهو. وعبر وزير الاعلام والاتصال الاردني نبيل الشريف عن «الأمل بأن لا تعود الأمور إلى الوراء، بل ان تنطلق الى الأمام بما يحقق السلام للجميع». وأكد «ضرورة التزام جميع الأطراف بمرجعيات عملية السلام والانطلاق نحو مفاوضات جادة تؤسس لحل نهائي وعادل للقضية الفلسطينية وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس». وأشار إلى أن «حل الدولتين هو الحل المقبول دولياً والمستند إلى الشرعية الدولية»، مضيفاً أن «أمن إسرائيل لن يتحقق إلا إذا حصل الفلسطينيون على حقوقهم المشروعة».