أوقفت هيئة التحقيق والادعاء العام في مكةالمكرمة، أخيراً، التحقيق في قضية مقتل شاب سعودي، إلى حين العثور على صاحب إحدى الاستراحات الخاصة التي وقعت فيها حادثة القتل، رغبةً منها في إكمال أجزاء وخلفيات القضية بالكامل. وكانت «الحياة» نشرت قبل شهرين حادثة مقتل الشاب العشريني التي وقعت في إحدى استراحات مخطط ولي العهد في مكةالمكرمة، بعد تعرضه لطلقة من سلاح ناري من مجموعة من الشبان، ثبت من خلال التحقيقات أنها وغيرها من الأسلحة التي وجدت في ساحة الاستراحة غير مرخصة الاستخدام، وتعود ملكيتها إلى صاحب الاستراحة. وأكد مصدر في هيئة التحقيق ل «الحياة» أن محقق الهيئة المسؤول المباشر عن التحقيق في القضية حسين الشريف حاول عبثاً الوصول إلى صاحب الاستراحة من طريق خطابات متواصلة وجهت إلى المباحث الجنائية للقبض علىه، وإحضاره، وعلى فترة امتدت شهرين متواصلين منذ وقوع الحادثة. ولكن كل تلك المحاولات باءت بالفشل. خصوصاً بعد العثور على كمية من الأسلحة النارية داخل الاستراحة، بدوره، أبدى شقيق المجني عليه في الحادثة يحيى القحطاني استغرابه من قرار إيقاف التحقيق في الحادثة، على رغم وجود صاحب الاستراحة داخل السعودية. وقال في اتصال هاتفي مع «الحياة»: «من المؤلم جداً ألا يتم إلقاء القبض على صاحب الاستراحة حتى الآن، على رغم مرور شهرين كاملين على حادثة القتل، خصوصاً أنه موجود بشكل يومي داخل مكةالمكرمة، إضافة إلى أنه يسكن الحي نفسه الذي أعيش فيه». وأكد القحطاني أن محقق القضية في هيئة التحقيق والادعاء العام في العاصمة المقدسة أبلغه أن كل محاولات القبض على صاحب الاستراحة وإحضاره باءت بالفشل، على رغم إرساله ثلاثة خطابات متتالية ك «طلبات» للبحث الجنائي للقبض عليه، إلا أنه لم يجد أي تجاوب أو نتيجة تذكر، ما سيضطره إلى رفع شكوى إلى شرطة العاصمة المقدسة نتيجة هذه المماطلة، للإسراع في إلقاء القبض على صاحب الاستراحة، وإحضاره لإكمال التحقيقات في القضية. وقال: «نواجه ضغوطاً نفسية واجتماعية كبيرة، نظراً لتأخر مسار التحقيقات في القضية لدى الهيئة، بسبب عدم استيفاء جوانب القضية كاملةً، والقبض على صاحب الاستراحة»، مؤكداً خوفه الشديد من أن يلجأ المحقق إلى رفع ملف القضية من دون استكمال جوانبها، والاكتفاء بما تحصل عليه من أقوال الجناة، ما يفتح باباً للشبهات والتأويلات. وأضاف: «إننا وعلى مدار الشهرين الماضيين ومنذ وقوع الحادثة نشاهد صاحب الاستراحة وهو يجول داخل الحي، من دون رقيب أو حسيب، وكل يوم وآخر نؤمل إحضاره إلى التحقيق وأخذ أقواله، لنقفل كل الأبواب، ونعلم مصير ومآل قضيتنا، وحتى تحال إلى الوجه الشرعي، لإصدار حكم القضاء فيها». من جانبه، أكد عم المجني عليه سعيد القحطاني ل «الحياة» أنهم بصدد رفع شكوى إلى إمارة منطقة مكةالمكرمة يوضحون فيها حيثيات القضية، وما وصلت إليه حتى الآن، وشرح الملابسات كافة لأمير المنطقة، خصوصاً أن القضية مضى عليها الآن أكثر من شهرين ولم يتم إلقاء القبض على صاحب الاستراحة التي تمت فيها الحادثة، على رغم وجوده في الحي الذي تسكن فيها أسرة المجني عليه. وتساءل القحطاني: «كيف يكون أهم أضلاع القضية غائباً عن ساحة التحقيق إلى الآن؟، فصاحب الاستراحة هو من جلب الأسلحة غير المرخصة، وهو من هيأ الأجواء لهؤلاء الشبان لاستخدامها استخداماً سيئاً أدى إلى مقتل أحدهم في حادثة مأساوية، ولكنه للأسف غيب تماماً عن مسار التحقيق، وهذا سؤال عريض يحتاج إلى إجابة شافية».